نيودلهي – (رياليست عربي): تعود الأزمة العقائدية لتضرب المجتمع الهندي، بين الهندوس والمسلمين هناك، وذلك إثر قيام متظاهرين هندوس في الجامعة بملاحقة طالبة محجبة والتنمر عليها وشتمها، لتتطور القضية إلى ما تشبه حملة للهندوس ضد المحجبات على وسائل التواصل الاجتماعي.
بدأت القضية بفتور خلال عيد الفطر الماضي، عندما صُدمت نساء باكستانيات بسبب بث لقطات من الصور التي نشرنها لأنفسهن وهن يرتدين ملابس العيد دون إذنهن على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب من قبل رجلين في الهند، وتلاها انتشار مزاد وهمي لبيع النساء المحجبات كجواري عبر رجل هندي.
وكانت محكمة هندية في ولاية كارناتاكا الجنوبية، قد قضت بمنع ارتداء الملابس الدينية في المدارس، بما في ذلك الحجاب للمسلمات مؤقتاً، بانتظار حكم نهائي فيما إذا كانت المدارس ستمنع الحجاب الإسلامي بشكل دائم أم لا.
الأمر الذي أشعل احتجاجات ضد العنف والكراهية والتعصب، وهو ما دفع بالسلطات إلى إغلاق المدارس في جميع أنحاء الولاية، بينما أعربت منظمات طلابية إسلامية عن استيائها لقرار المحكمة، وقالت إن المحكمة بقرارها هذا كأنها تطلب من الطلاب تعليق عقيدتهم .
وأصبح حظر ارتداء الحجاب الذي بدأت بفرضه مدرسة للإناث في مدينة أودوبي، قضية مهمة ترتبط بحقوق الأقليات في الهند، حيث قدم عدد من الآباء التماساً للمحكمة لإلغاء الحظر الذي يرون فيه انتهاكاً لحقوق التعليم وممارسة الشعائر الدينية بحرية.
وتخضع حكومة الولايات لسيطرة حزب بهارتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، وهو “قومي هندوسي تميزت سنواته في السلطة بتصاعد خطاب الكراهية والعنف لأسباب دينية”، وفق تقرير الصحيفة.
ويقول نشطاء إن الخلاف حول الحجاب هو مثال على حملة قمع ضد الأقلية المسلمة في الهند، والتي بدأت منذ وصول حزب بهارتيا جاناتا، بحسب تقرير لشبكة “سي.أن.أن”.
وأشار الناشطون، وفق ما نقلت الشبكة، أنه من خلال حرمان المسلمات من اختيار ارتداء الحجاب، فإن الحكومة تحرمهن من حرياتهن الدينية، المنصوص عليها في الدستور الهندي.
ويقول منتقدون إن انتخاب مودي في 2014 قوّى شوكة مجموعات متشددة تعتبر الهند وطناً قومياً وتسعى لتقويض دعائمه العلمانية على حساب الأقلية المسلمة البالغ تعدادها 200 مليون نسمة، على ما أفاد تقرير لوكالة فرانس برس.
هذه التطورات في حال تطورها وعدم احتواءها فإنها قد تنتقل لتصبح أزمة عابرة للحدود، إذ في باكستان خصم الهند التقليدي الأكثرية مسلمة، وفي إقليم كشمير يتواجد مسلمون بنسبة عالية، وجزء منهم هم من جماعة أبي الأعلى المودودي منظر تنظيم الإخوان المسلمين في الهند وباكستان، ما قد يخلق صراعاً مسلحاً أساسه العقيدة والثقافة، وقد يجذب ذلك قوى أخرى تريد إيجاد موطئ نفوذ لها بين الهند وباكستان على أرض كشمير.