موسكو – (رياليست عربي): منذ الاستعمار، طور العالم الغربي العديد من الصور النمطية والتعميمات السلبية حول إفريقيا وشعبها وثقافتها، على سبيل المثال، هناك اعتقاد خاطئ بأن معظم القارة عبارة عن صحراء أو غابة غير مضيافة أو سافانا غير مأهولة تسكنها حيوانات برية.
أو يعيش الأفارقة “في أكواخ من الطين في وسط المجهول، على الرغم من أن 42٪ على الأقل من سكان القارة يعيشون في المدن.
قارة بأكملها، يوجد فيها أكثر من 50 دولة لها تاريخها وثقافتها وتقاليدها ولغاتها، يتم الخلط أحياناً بينها وبين دولة واحدة، أو يعتقدون أن الأفارقة يتحدثون نفس اللغة الرسمية، بينما يوجد أكثر من 2000 منهم في القارة.
كذلك في البلدان المتقدمة، يُعتقد أحياناً أن إفريقيا هي مركز الفقر والثقافة البدائية، وأن السكان “لا يستطيعون الوصول إلى التقنيات الحديثة”، ومع ذلك، هذا هو أيضاً مضلل.
الذي لا يعلمونه أنه سينتمي أكثر من 40٪ من الأفارقة إلى الطبقة المتوسطة أو الغنية بحلول عام 2030، بينما سيزداد الطلب على السلع والخدمات بشكل كبير، وفقاً للتوقعات، فإن صناعات مثل التعليم والنقل والعقارات والسلع الاستهلاكية والغذاء والضيافة والسياحة والرعاية الصحية والخدمات المالية والاتصالات سوف تتطور بشكل أكثر نشاطاً.
وبالتالي، يمكن أن تصبح إفريقيا واحدة من المجالات الواعدة للاستثمار، حيث يوجد أكثر من نصف الاقتصادات الناشئة في هذه القارة.
ومن المتوقع أيضاً أن يصل الاستهلاك المنزلي إلى 2.5 تريليون دولار بحلول ذلك الوقت، أي أكثر من ضعف رقم 2015، وفي الوقت نفسه، سيأتي 20٪ من الاستهلاك من نيجيريا و 17٪ من مصر و 11٪ من جنوب إفريقيا، وفي الوقت نفسه، ستجتذب الجزائر وأنغولا وغانا وكينيا والمغرب والسودان وتونس وإثيوبيا الشركات التي تتطلع لدخول أسواق جديدة.
تُعتبر الأجزاء الأكثر تطوراً في إفريقيا تقليدياً المناطق الجنوبية من القارة، ولا سيما جنوب إفريقيا، وكذلك الشمال – الجزائر والمغرب وتونس، ومع ذلك، فقد بدأت مؤخراً في تشكيل أربعة مراكز كبيرة سريعة التطور: في الجنوب – جنوب إفريقيا، في الشمال – مصر، في الشرق – إثيوبيا، في الغرب – نيجيريا، هذه دول بها عدد كبير من السكان وموارد وأسواق استهلاكية متطورة.
بالإضافة إلى ذلك، تعد غانا وبوتسوانا وكينيا وموريشيوس وناميبيا ورواندا وتنزانيا من بين مراكز النمو الجديدة.
أسباب هذا النمو السريع هي أن البر الرئيسي غني بالموارد الطبيعية والعمالة، فضلاً عن السكان الشباب الذين أصبحوا أكثر تعليماً.
بالنتيجة إن مجتمعاتنا ببساطة لا تعرف أن إفريقيا الحديثة هي أسرع قارات القرن الحادي والعشرين نمواً في العالم، حيث 60٪ من السكان هم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، حيث تشكل الطبقة الوسطى الأسرع في العالم، كما يتركز حوالي ثلث جميع موارد العالم في إفريقيا، بما في ذلك المعادن اللازمة لإنتاج منتجات عالية التقنية، في الوقت نفسه، لم يتم بعد استكشاف مكون الوقود والمواد الخام في القارة بشكل كامل.