القاهرة – (رياليست عربي): ليس معلوماً هل الأمر صدفة أم مقصوداً؟!، تحديد يوم 28 سبتمبر الجاري الذي يتزامن مع الذكرى الـ52 لوفاة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، لإجراء عملية بيع بـ”المزاد العلني” لشركة الحديد والصلب بالتبين بضاحية حلوان بالعاصمة المصرية القاهرة، التي تعتبر أحد أهم قلاع الحديد والصلب في العالم العربي، وأيضاً هي أحد أهم الكيانات الاستراتيجية في مصر، والتي تأتي في صدارة المشروعات التي قام بها “ناصر” مثل “تأميم قناة السويس”، “بناء السد العالي”.
![](https://arabic.realtribune.ru/img/uploads/2022/09/اعلان-المزاد-العلني-1-1024x576.jpg)
أما المرحلة الثانية، ستكون في نفس اليوم الساعة 1 ظهراً، تشمل 350 ألف طن خامات حديد، 53 ألف طن دولوميت مقاسات، كميات طوب حراري وكربوني، 35 ألف طن حجر جيري مقاسات حراريات عازلة ومتنوعة، إسمنت حراري، ماء زجاج، ألف طن ورق دشت، ويبلغ التأمين الإبتدائي 200 ألف جنيه، ثمن كراسة الشروط 400 جنيه.
وجاء في الإعلان أن المعاينة ستكون بمصانع الشركة بالتبين جنوب ضاحية حلوان، وستعقد جلسات البيع بالنادي النهري بالجيزة.
![](https://arabic.realtribune.ru/img/uploads/2022/09/عبد-الناصر-في-افتتاح-مصنع-الحديد-والصلب-1024x576.jpg)
شركة “الحديد والصلب” التي قام “عبد الناصر” الذي توفي في 28 سبتمبر 1970، بافتتاحها في 27 يوليو عام 1958، هي شركة مساهمة مصرية، تعد أكبر شركة للحديد والصلب في مصر وأول شركة في الشرق الأوسط، بدأ العمل على انشائها عام 1954 بقرار من “عبد الناصر”، وهي عبارة عن مجمع كامل للحديد والصلب، وتابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية التي أعلنت مؤخرا توقفها عن العمل وتصفية أعمالها بشكل نهائي، بحسب ما نشر في يونيو 2021.
بدأت فكرة إنشاء شركة للحديد والصلب في مصر عام 1932 بعد توليد الكهرباء من خزان أسوان، وظل في إطار الحلم المجرد حتى ظهر على أرض الواقع عندما أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مرسوما بتأسيس شركة الحديد والصلب يوم 14 يونيو 1954 في منطقة التبين كأول مجمع متكامل لإنتاج الصلب في العالم العربي برأسمال 21 مليون جنيه، تم الاكتتاب الشعبي وكانت قيمة السهم 2 جنيه مصري يضاف إليهما 50 مليما مصاريف إصدار، وفي يوم 23 يوليو 1955 قام عبد الناصر مع أعضاء مجلس قيادة الثورة بوضع حجر الأساس الأول للمشروع على مساحة تزيد على 2500 فدان شاملة المصانع والمدينة السكنية التابعة لها والمسجد الملحق بها، بعد توقيع العقد مع شركة ديماج ديسبرج الألمانية التي كانت تقع وقتئذ في ألمانيا الشرقية آنذاك التي كانت تابعه للكتلة الشرقية التي كان يقودها الاتحاد السوفيتي، وكانت الشركة الألمانية من أهم الجهات المتخصصة في إنشاء المصانع وتقديم الخبرات الفنية اللازمة، وبالرغم من ظروف العدوان الثلاثي عام 1956، سار العمل بهمة ونشاط في بناء المصنع، ولقى المشروع الوليد معاونة من كل أجهزة الدولة لتيسير عمليات النقل، وفي نفس التوقيت تم تشغيل ميناء الدخيلة لتوريد الفحم اللازم لتشغيل الأفران، وكذلك خط سكك حديدية من الميناء تصل إلى حلوان وخط سكك حديدية آخر لتوصيل خام الحديد من الواحات إلى حلوان، ولم يأت شهر نوفمبر من عام 1957 حتى كانت الأفران الكهربائية الخاصة بصهر الحديد قد بدأت أعمالها بالفعل.
وافتتح “عبد الناصر” في 27 يوليو 1958 الشركة الوليدة لتبدأ الإنتاج في نفس العام باستخدام فرنين عاليين تم تصنيعهم بألمانيا، وقد تمت زيادة السعة الإنتاجية للمجمع باستخدام فرن عال ثالث صناعة روسية عام 1973، لحقه الفرن الرابع بغرض زيادة إنتاج الشركة من الصلب عام 1979، ليضم المجمع بذلك أربعة أفران عالية.
واعتمد المشروع في إنتاجه على خامات الحديد المتوافرة بكثرة في مناجم أسوان والتي قدرت مساحتها بـ 1250 كم مربع، بالإضافة إلى جودة الخام المستخرج منها تعتبر أقرب مصادر الخامات المصرية إلى طرق المواصلات، كما اعتمد على خام الحديد المتوفر أيضا في الواحات البحرية والبحر الأحمر، وقد بلغ إنتاج المصنع آنذاك ما يقرب من 210 آلاف طن ليصل إلى 1.5 مليون طن في فترة السبعينيات من الصلب المشكل على هيئة ألواح مختلفة الأحجام والسمك و قضبان وفلنكات حديدية وفلنكات السكك الحديدية، بالإضافة إلى الزوايا والكمرات والستائر الحديدية وأنابيب ومستودعات البترول وغيرها من احتياجات الصناعة المختلفة والتي كان يتم استيرادها سنويا، كذلك أنتج المصنع منتجات أخرى ذات قيمة اقتصادية كبيرة منها السماد الفسفوري، خبث الأفران العالية الذي يستخدم في صناعة الأسمنت وكذلك كميات هائلة من غاز الأفران الذي استخدم لتشغيل بعض الآلات في المصنع ذاته، كما استخدم في توليد الكهرباء.
يبلغ عدد أسهم الشركة الحالي 488,436,139 بقيمة اسمية 2 جنيه للسهم الواحد وتبلغ القيمة السوقية 6,630 مليار جنيه مصري، رأس المال المصدر 976,872,278 جنيه مصري، وذلك بحسب ما نشر في ديسمبر 2017.