القاهرة – (رياليست عربي): مخاوف تحيط قصة حرق جنود مصريين ودفنهم بعد دهسهم بجرافات في مقبرة جماعية قرب مدينة القدس في حرب يونيو 1967، من أن تكون الواقعة عبارة عن حقيقة “تائهه”، لتزيد آلام ومتاعب أهالي ضباط وجنود من الجيش المصري “مفقودين” حتى الآن، لم يعودوا ولم يذكر عنهم أي معلومة منذ يوم “النكسة”، ويأمل من هم أحياء من ذويهم، ومن بينهم مطرب مصري شهير، الحصول على رفاتهم حتى يقوموا بتكريمهم في “مقبرة” لتكون لهم علامة بعد 55 عاماً.
“القصة” خرجت من إسرائيل عبر مؤرخ ووسائل إعلام هناك، الأمر الذي أثار ضجة على المستوى الشعبي بالقاهرة، ليكون التحرك الرسمي من جانب وزارة الخارجية المصرية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تواصل معه هاتفيا رئيس الوزراء الإسرائيلي ، يائير لابيد، متفقين على إجراء تحقيق كامل وشفاف للوصول إلى الحقيقة حول هذه الرواية التي جاءت من تل أبيب، وأيضا قيام وزارة الخارجية المصرية، بتكليف سفارتها في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة هذا الأمر، واستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات وإفادة السلطات المصرية بشكل عاجل.
ولكن بالبحث والتدقيق في “أرشيف” حرب يونيو 1967، قدم أحد قادة الصاعقة المصرية الذي توفي منذ عام و3 أشهر في مذكرات نشرها منذ سنوات، وقائع تحمل نفس ملامح الرواية الإسرائيلية بكل تفاصيلها، ولكن “المختلف عليه” أن هذه المذكرات أكدت عودة المجموعة المقاتلة المصرية كاملة، بل قاموا باشتباكات في قلب إسرائيل وقتلوا عسكريين إسرائيليين في مواجهات داخل إسرائيل في حرب 67.
يأتي كل ذلك وسط تجدد آلام أهل “المفقودين” الذين يبكون على الرغم من مرور أكثر من 5 عقود من اختفاء ابنائهم وأقاربهم من “الجنود” أملين في “الرفات” ومن بين هؤلاء المطرب المصري محمد فؤاد الذي فقد شقيقه الجندي “إبراهيم فؤاد” وتعيش العائلة على آمل “الحقيقة”، ومن شدة تأثر “فؤاد” بذلك، فقد قدم الواقعة في أحد أفلامه الشهيرة “إسماعيلية رايح جاي” الذي جسد فيه سيرته الذاتية سينمائيا.
في بداية هذا الشهر “يوليو”، كشف المؤرخ الإسرائيلي يوسي ميلمان، عن مجزرة راح ضحيتها ما لا يقل عن 20 جنديا مصريا في حرب 1967، وبحسب تقارير صحفية، قال ميلمان، في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع “تويتر”، إن أكثر من 20 جنديا مصريا أحرقوا أحياء، ودفنهم الجيش الإسرائيلي في مقبرة جماعية قرب مدينة القدس، لم يتم وضع علامات عليها، في مخالفة لقوانين الحرب، كما أوردت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية معلومات مشابهة حول الحادثة، كاشفة عن موقع مقبرة جماعية في منطقة اللطرون تحتوي على رفات 80 جنديا مصريا شاركوا في حرب 1967 باعتبارهم قوة مساندة للجيش الأردني آنذاك.
في حين تحمل مذكرات أحد قادة سلاح “الصاعقة” في حرب 1967 ومؤسس الفرقة المقاتلة 777 بالقوات المسلحة ، اللواء أحمد رجائي عطية الذي توفى في 4 مارس 2021، تفاصيل تتحدث عن نفس المهمة ومكان تحرك كتيبة مصرية مكونة من ذات العدد من الضباط والجنود الذي تحدثت عنه وسائل إعلام إسرائيلية بشأن هذه الواقعة ، تحركت “السرية المصرية” من الأردن نحو العمق الإسرائيلي في حرب يونيو، وكانت في مهمة استهداف مطار اللد إلا أنها عادت “سالمة” بشكل كامل في مذكراته التي أوضح فيها كيفية دخول المجموعة المقاتلة من الجيش المصري إلى الداخل الإسرائيلي من الأردن والوصول إلى مطار “اللد” بالفعل وقبل التنفيذ جاءت الأوامر من القيادة بعدم القيام بالمهمة، لتكون رحلة العودة مرورا في قلب مستعمرات إسرائيلية والاشتباك مع جنود إسرائيليين وقتل أعداد منهم ثم عبور نهر الأردن والعودة إلى مقر القيادة إلى عمان ليكون خط سير العودة عبر سوريا ولبنان حتى الوصول بحرا إلى مدينة الإسكندرية.