أمستردام – (رياليست عربي): دخلت العاصمة الهولندية أمستردام، عيد الميلاد “مظلمة” و”مقتولة” بدون حيوية على عكس عقود ارتبطت بقرون ماضية، بسبب متحور “أوميكرون” لفيروس كورونا لتكون حال البلاد أسوأ من العام الماضي، حيث كان يراهن على هذا العام في عيد الميلاد بعد التوصل إلى لقاحات لمواجهة فيروس كورونا، أن تسترد عافيتها وأن يحتفل الأوروبيين وليس الهولنديين فقط بأعياد الميلاد والعام الجديدة من مدينة الاحتفالات والترفيه الرئيسية في القارة الأوروبية.
وعاشت “أمستردام” في الظلام بسبب إجراءات الإغلاق، وكان الوضع أسوأ مما شهدته مدن أوروبا التي باتت مثل العاصمة الهولندية في أصعب الأوقات عندما كانت أوروبا مهدومة بفعل الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية، ففي هذا الوقت المرير كانت هناك احتفالات في أربعينات القرن الماضي ولكن يبدو أن آثار “كورونا” أصعب من أحلام “أدولف هتلر” الهادمة.
وكان قد قرر رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي، الأسبوع الماضي إغلاق كل المتاجر والمطاعم والحانات ودور السينما والمتاحف والمسارح حتى 14 يناير/ كانون الثاني المقبل، مع إعادة فرض دول أوروبية عدة قيوداً مشددة هذا الشتاء لاحتواء تفشي المتحوّرة أوميكرون، ليضيع الموسم الاقتصادي والاجتماعي والترفيهي في أوروبا، بإغلاق أعياد الميلاد والكريسماس.
وللتوضيح، فإن العاصمة “أمستردام” هي المركز الأساسي بأوروبا للسهرات والترفيه في العطلات والأعياد، حيث يأتي لها الأوروبيين من جميع أنحاء القارة للتمتع بأجواء الترفيه، ولكن بات الوضع صعباً في هذا الأيام لدرجة أن الهولنديين توجهوا لشراء احتياجات عيد الميلاد من أطعمة ومشروبات وهدايا من دول أخرى مجاورة.
ولعل المساحة الوحيدة للهولنديين، هو قرار تخفيض عدد الزوار المسموح باستقبالهم في منزل واحد من أربعة إلى اثنين، باستثناء ليلة عيد الميلاد ويوم العيد واليوم التالي للعيد في 25 و26 منه ورأس السنة، حيث كانت هناك مخاوف بمنع الزيارات نهائياً.
وهذا الأسبوع، اتهم نواب هولنديون الحكومة بأنها لم تنتهج مقاربة طويلة الأمد لمكافحة فيروس كورونا، واتهموها بالتأخر في الاستجابة ودعوا إلى تعزيز الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية.
وبعد فرض كل تلك التدابير الصارمة الجديدة، سجلت هولندا الأسبوع الماضي انخفاضاً بنسبة 33% في حالات دخول المستشفى، وتراجع بنسبة 27 % عدد المرضى الذين أدخلوا أقسام العناية المشددة كما تراجع عدد الفحوص الإيجابية بنسبة 19 %، وفق معهد الصحة العامة الهولندي.
خاص وكالة رياليست.