بغداد – (رياليست عربي): يعيش العراق تحديات هي الأولى من نوعها، حيث يتخوف كثيرون من فتنة شيعية – شيعية، بينما يحمل البعض مقتدى الصدر جزءاً كبيراً منها، في حين يدافع أنصار الرجل عنه بالقول إنه عابر للانتماءات الطائفية وهو ما لم يعجب الإطار التنسيقي الشيعي.
ضمن هذا المشهد يحاول “الإطار التنسيقي” الذي يضم القوى الشيعية العراقية المعترضة على نتائج انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول الماضي (2021)، طرح مبادرات بين الحين والآخر لتحريك الجمود السياسي الذي أصيب به المشهد السياسي العراقي بعد جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ونائبيه.
وعلى الرغم من أن هذه المبادرات لا تحمل حلولاً واضحة أو مضامين تمكن من حلحلة الأزمة السياسية التي يشهدها العراق بسبب انقسام القوى الشيعية والكردية على قضية حكومة الأغلبية التي طرحها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلا أن مثل هذه المبادرات تبدو وكأنها محاولة لاستعادة الزخم ولو إعلامياً للتفاوض في شأن تشكيل الحكومة المقبلة.
وفشلت المحاولات المتكررة للوصول إلى توافق بين الصدريين و”التنسيقي”، وكانت بعضها بمبادرة كردية ودعم إيراني، بعد رفضها من قبل الصدر الذي أكد أن الحكومة العراقية “لا شرقية ولا غربية، حكومة وحدة وطنية”.
هذا الرفض المستمر لم يصب أطراف “الإطار التنسيقي” بالإحباط حيال طرح مبادرة جديدة عبر وسيط آخر، فأعلن مبادرة عشائرية لإذابة الجليد بين الصدر و”التنسيقي” حفاظاً على ما يسمى بـ “وحدة البيت الشيعي”.
وأعلن “الإطار التنسيقي” تلقيه مبادرة من شيوخ العشائر العراقية لوضع حلول عملية للخروج من الأزمة الحالية. وقال الإطار في بيان إنه “مع استمرار الجهود الوطنية لمعالجة الانسداد السياسي الحالي، تلقى الإطار التنسيقي مبادرة من شيوخ العشائر العراقية الكريمة تدعو جميع القوى السياسية لوضع حلول عملية للخروج من الأزمة الحالية”. ودعا البيان جميع الأطراف المعنية للوصول إلى “تفاهمات مقبولة تسرع عملية تشكيل حكومة الخدمة الوطنية التي تتبنى قضايا الشعب والاستجابة لمطالبهم الملحة وحاجاتهم الأساس”.
ولم تكن هذه المبادرة الأولى التي تطلق للوصول إلى توافق بين “التنسيقي” والصدريين في شأن الأزمة التي تشهدها البلاد، إذ سبق أن أعلن التنسيقي في التاسع من فبراير/ شباط الحالي مبادرة للخروج مما وصفه بـ “الانسداد السياسي” في البلاد، مؤكداً أن “الخلافات السياسية تسببت بتجاوز المهل الدستورية”.
وشهدت نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي مبادرة أطلقها زعيم “الحزب الديمقراطي الكردستاني” مسعود بارزاني برعاية إيرانية، لحل الأزمة بين الصدر والجهات الشيعية الموالية لإيران.
ولم تتوصل كل هذه المبادرات إلى إقناع الصدر بقبول جميع مكونات “التنسيقي” في تحالف جامع يحافظ على “وحدة البيت الشيعي”، وأصر الصدر على موقفه من “حكومة الوحدة الوطنية بحسب الإندبندنت.
فيما يخشى من تزايد الشرخ بين القوى الشيعية وبين التيار الصدري، ما سيؤدي بدوره لشرخ بين العشائر الشيعية الموزعة بين مرجعيات دينية، فبعضهم يقلد مقتدى الصدر وآخرون يقلدون مرجعية السيستاني وغيرهم يتبعون ال الحكيم.