(رياليست عربي) – حذّر المستشارون الاقتصاديون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن استمرار الإغلاق الحكومي قد يوجّه ضربة قاسية للاقتصاد الأمريكي، مع خسائر تُقدّر بـ15 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي أسبوعياً، ودفع عشرات آلاف المواطنين نحو البطالة.
وبحسب مذكرة من أربع صفحات صادرة عن مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، حصلت عليها صحيفة «بوليتيكو»، فإن إغلاقاً يستمر شهراً قد يؤدي إلى فقدان إضافي يبلغ 43 ألف وظيفة، إلى جانب تعطيل 1.9 مليون موظف مدني فيدرالي، 80% منهم يقيمون في منطقة واشنطن. وتقدّر المذكرة أن الإنفاق الاستهلاكي سينخفض بـ30 مليار دولار خلال أربعة أسابيع، نصفها بسبب خسارة دخول الموظفين الفيدراليين والنصف الآخر من الآثار غير المباشرة على بقية الاقتصاد.
المذكرة أشارت إلى أن الإغلاق «قد تكون له آثار واسعة النطاق تقلل من آفاق الأمريكيين عبر نمو أقل، بطالة أعلى، فضلاً عن تعطيل أنظمة الضمان الاجتماعي، السفر الجوي، والدعم الغذائي للنساء والأطفال الرضع».
سياسياً، يعتزم البيت الأبيض توزيع الوثيقة على الجمهوريين في الكونغرس لتعزيز رسائلهم خلال المواجهة الجارية. المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي قال إن «العواقب الاقتصادية الحقيقية تقع بالكامل على عاتق الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، الذين يحتجزون الحكومة والاقتصاد والبلاد رهينة من أجل منح المهاجرين غير الشرعيين رعاية صحية مجانية».
لكن استطلاعات الرأي تُظهر أن الناخبين يلقون باللوم بشكل أكبر على الجمهوريين، وإن كان كثيرون يحمّلون الطرفين المسؤولية.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت يواجه فيه ترامب تدقيقاً متزايداً بشأن سجله الاقتصادي، إذ أظهرت بيانات شركة ADP فقدان 32 ألف وظيفة في سبتمبر، جزئياً بسبب سياساته الجمركية.
المذكرة بيّنت أن برنامج التغذية للنساء والأطفال (WIC) سيفتقر إلى التمويل اعتباراً من أكتوبر، فيما قد يواجه مستفيدو الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية فترات انتظار أطول. كما أن تأخر رواتب موظفي أمن المطارات ومراقبي الحركة الجوية قد يرفع نسبة الغياب بينهم إلى ثلاثة أضعاف كما حدث في إغلاقات سابقة، ما ينذر بتأخيرات واسعة في الرحلات الجوية.
واختتمت المذكرة بالقول: «كلما طال أمد الإغلاق، ازدادت حدة هذه الآثار».






