بيروت – (رياليست عربي): رغم أن واشنطن منحازة لإسرائيل بحسب الكثير من المراقبين العرب، إلا أنها تحرص على لعب دور الوسيط بين تل أبيب وبيروت، إذ يرى هؤلاء أن السبب الذي يدفع أمريكا إلى ذلك، هو حماية إسرائيل من مواجهة حالية في غير مكانها وتوقيتها.
وفي خضم المساعي الأمريكية للوساطة بين البلدين، قالت وزارة الطاقة الإسرائيلية إن مفاوضين إسرائيليين اجتمعوا مع الوسيط الأميركي في محاولة لحل النزاع على الحدود البحرية مع لبنان.
وقالت الوزارة في بيان “استمع الفريق إلى أحدث المستجدات بعد زيارة الوسيط للبنان وناقش الطرفان صياغة توجهات بناءة للمضي قدما في المفاوضات”.
وأضافت الوزارة أنها ستحافظ على المصالح الاقتصادية والأمنية لإسرائيل لكنها تعتزم “حل القضية في المستقبل القريب”.
وأدى الخلاف بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية إلى عرقلة التنقيب عن موارد الطاقة في أجزاء من شرق البحر المتوسط كما يهدد بتفاقم التوتر بين البلدين.
وفي وقت سابق زادت حدة التوتر المحفوف بالمخاطر على جانبي الحدود، بعد وصول الباخرة اليونانية “إنرجان باور”، إلى حقل كاريش الواقع عند الخط 29، المدرج في أجندة التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل.
وكان الجانب الإسرائيلي قد أعلن أن الباخرة اليونانية المخصصة للحفر والاستخراج تمركزت على مسافة كيلومترات جنوب حقل كاريش، وأن أعمالها ستنحصر بما وراء الخط 29 الذي يفاوض عليه لبنان، مما فُسر بأنه التزام بضوابط التفاوض، وكذلك بضوابط القانون الدولي التي تعتبر الخط 23 هو الحدود القصوى لحقوق لبنان، استنادا إلى وثيقة لبنانية رسمية معتمدة في الأمم المتحدة.
وفي آخر المواقف الإسرائيلية التي اعتُبرت بأنها تصعيد، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في كلمة له بمناسبة مرور أربعين عاما على حرب لبنان الأولى باجتياح لبنان ملوحا بتنفيذ عملية عسكرية
وصفها بالقوية والدقيقة يدفع خلال حزب الله ثمنا باهظا.. من جانبه أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، جاهزية الخطط اللازمة لأي حرب مقبلة مع لبنان، في هذا السياق كشفت صحيفة هآرتس عن إجراء الجيشين الأمريكي والإسرائيلي مناوراتٍ تُحاكي سُبل مواجهة أي تصعيد على الجبهة الشمالية.
المراقبون اللبنانيون يرون بأن السبب الرئيسي الذي يدفع واشنطن لوساطة بين بيروت وتل أبيب، هو حرصها على عدم اندلاع مواجهة بين الطرفين في هذا التوقيت بالذات، حيث تنشغل الولايات المتحدة بإدارة صراع الغرب مع روسيا على الساحة الأوكرانية، ولا تريد لأي مواجهة أن تشتت جهودها أو تربكها وفق رأيهم.