موسكو – (رياليست عربي): ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف نتائج المحادثات التي جرت بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، وذلك خلال اتصال هاتفي بين الزعيمين.
وجاءت هذه المناقشة في إطار التطورات الأخيرة المتعلقة بالصراع بين موسكو وكييف، حيث تسعى الدولتان إلى إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة المستمرة منذ سنوات.
وأكد الكرملين أن المحادثات بين بوتين وتوكاييف تناولت بالتفصيل نتائج المفاوضات التي عقدت في إسطنبول، والتي شهدت مشاركة ممثلين عن روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى وساطة تركية ودولية، وأشارت المصادر إلى أن الطرفين تطرقا إلى بنود الاتفاقيات المطروحة، بما في ذلك قضايا مثل ضمانات الأمن وتبادل الأسرى وإعادة فتح الممرات الإنسانية. كما ناقشا سبل تعزيز التعاون بين روسيا وكازاخستان في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
من جانبه، أعرب الرئيس الكازاخستاني عن دعمه للجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الصراع، مؤكداً على أهمية الحوار المباشر بين الأطراف المعنية. كما أشاد بالدور التركي في تسهيل المفاوضات، معرباً عن أمله في أن تؤدي هذه الجهود إلى تحقيق تقدم ملموس نحو السلام. وفي المقابل، أكد الرئيس بوتين التزام روسيا بالحلول السياسية، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة ضمان المصالح الأمنية لبلاده، والتي تشمل الاعتراف بالوضع الجديد في المناطق التي ضمتها موسكو.
وتأتي هذه المحادثات في وقت تشهد فيه جبهات القتال تطورات متسارعة، حيث تواصل القوات الروسية عملياتها العسكرية في عدة مناطق أوكرانية، بينما تحاول كييف، بدعم غربي، تعزيز دفاعاتها وشن هجمات مضادة. وقد أدت هذه التحركات إلى تعقيد المشهد السياسي، مما دفع العديد من الدول إلى الدعوة إلى عقد جولات جديدة من المفاوضات لتجنب تصعيد إضافي.
يذكر أن كازاخستان، كحليف استراتيجي لروسيا، تحرص على الحفاظ على توازن دقيق في سياستها الخارجية، حيث تدعم الجهود السلمية دون أن تبتعد بشكل كامل عن موقف موسكو. وقد لعبت البلاد دوراً وسيطاً في عدة مناسبات سابقة، مما يعزز مكانتها كطرف محايد يمكنه المساعدة في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.
ختاماً، رغم أن المحادثات الهاتفية بين بوتين وتوكاييف لم تسفر عن إعلانات ملموسة، إلا أنها تبرز استمرار التواصل بين القادة في محاولة لاحتواء الأزمة. ومع استمرار تعقيدات الموقف العسكري والسياسي، يبقى السؤال حول إمكانية تحقيق تقدم دبلوماسي حقيقي في الفترة المقبلة مفتوحاً، خاصة في ظل تباين المواقف بين روسيا وأوكرانيا وحلفائهما.