موسكو – (رياليست عربي): قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا الصينية، تبذل دول حلف شمال الأطلسي – الناتو قصارى جهدها لمنع استكمال العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا من خلال منع الاتفاقات السياسية.
وأضاف الوزير الروسي، “نشهد الآن تجسيد المعايير المزدوجة الكلاسيكية والنفاق للمؤسسة الغربية، التي تعيّر عن دعمها العلني لنظام كييف، وتبذل دول الناتو قصارى جهدها لمنع استكمال العملية الروسية”.
وقال لافروف: يتم إرسال أسلحة مختلفة إلى أوكرانيا عبر بولندا ودول الناتو الأخرى في تدفق لا نهاية له، بذريعة “محاربة الغزو”، لكن في الحقيقة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعتزمان محاربة روسيا حتى النهاية. مضيفاً أن الأوكرانيين “غير مبالين على الإطلاق بمصير أوكرانيا واستقلاليتها في المجتمع الدولي”.
وشدد رئيس وزارة الخارجية الروسية على أن الولايات المتحدة والناتو “يجب أن يستعيدا رشدهما ويتوقفان عن إمداد كييف بالأسلحة والذخيرة” إذا كانا مهتمين حقاً بحل الأزمة الأوكرانية.
إلى ذلك، يعتقد لافروف أن الدول الغربية، التي تبرر تصرفات السلطات الأوكرانية، أصبحت متواطئة في الجرائم التي يرتكبها القوميون، وقال الوزير: “لقد حان الوقت لأن يتوقف الغرب عن تبييض وتغطية كييف دون قيد أو شرط، وإلا فإن واشنطن وبروكسل وعواصم غربية أخرى يجب أن تدرك مسؤولية التواطؤ في الجرائم الدموية للقوميين الأوكرانيين”.
ووفقاً للوزير، تستعين التشكيلات المسلحة الأوكرانية بممثلي الدول الغربية، على وجه الخصوص، باستخدام مواردها الإعلامية، “بمساعدة رعاتهم الغربيين ووسائل الإعلام العالمية التي يسيطر عليها الغربيون، ويتهمون الجيش الروسي بارتكاب جرائم حرب، داعياً السلطات الأوكرانية إلى وقف الاستفزازات بما في ذلك في الفضاء الإعلامي.
كما أكد لافروف أنه “من الضروري أن توقف كييف الاستفزازات الساخرة، بما في ذلك في مجال المعلومات، وتتوقف التشكيلات المسلحة الأوكرانية عن استخدام المدنيين كدروع بشرية، وأن تتوقف عن القصف الهمجي للمدن، كما كان الحال في دونيتسك وكراماتورسك، وتنشر فظائعها على الإنترنت”.
وعن المفاوضات مع الجانب الأوكراني، قال لافروف: إن روسيا تؤيد استمرار المفاوضات مع أوكرانيا، لكن تحريضات الغرب تعيق هذه العملية، وأضاف، “نحن نؤيد استمرار المفاوضات، على الرغم من أنها لا تسير على ما يرام والذي يمنعها، على سبيل المثال، تلك الخطابات المتشددة والأفعال التحريضية من جانب داعمي كييف الغربيين”.
وأشار لافروف إلى أن الوفدين الروسي والأوكراني يواصلان المفاوضات على أساس يومي عبر مؤتمرات الفيديو، ولخص وزير الخارجية الروسي، الوضع بالقول: إن تسوية الوضع في أوكرانيا سيجعل من الممكن تقديم مساهمة كبيرة في تهدئة التوترات العسكرية والسياسية في أوروبا، وفي العالم ككل، إذ أن أحد الخيارات الممكنة هو إنشاء مؤسسة الدول الضامنة، ومن بينها، في المقام الأول، الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك روسيا والصين.