واشنطن – (رياليست عربي): أقصى ما يمكن للغرب أن يفعله في الأزمة الحالية هو بيانات تنديد وفرض عقوبات، مع التأكيد على عدم إرسال جندي واحد إلى أوكرانيا للقتال ضد روسيا، وهو ما أصاب الأوكرانيون، حتى القوميون المتشددون منهم بالخذلان.
فقد قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرغ إن الدبلوماسية كانت خيارنا منذ أشهر، وكنا نبذل قصارى جهدنا لإنجاح المساعي الدبلوماسية وكان هناك الكثير من المحادثات بيننا وبين جميع حلفائنا وحتى مع الجانب الروسي، ولكن الآن كل شيء تغير بسبب روسيا وبسبب حربها الوحشية على أوكرانيا.
ولفت إلى ما ذكره الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن بأنه لا نية للتحدث مع نظيره الروسي، مشدداً على أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم ولن يتخلوا عن أوكرانيا، ومواقفنا واجراءاتنا الحاسمة والسريعة تثبت ذلك، وذكر أن بلاده كانت مهتمة بهذه الأزمة حتى من قبل أن تصبح أزمة منذ شهور طويلة.
وأضاف أن الولايات المتحدة إحدى الدول التي ناقشت هذا الملف بشكل علني وبكل شفافية في كل المحافل الدولية، وقامت بحشد الحلفاء والشركاء من مختلف أنحاء العالم وليس فقط من القارة الأوروبية لدعم أوكرانيا، وهذا بالتأكيد هو موقف الحليف، وليس موقف دولة تتخلى عن أوكرانيا، متسائلاً : لماذا شنّت روسيا حربا اختيارية وغير ضرورية مثل هذه ضد أوكرانيا وضد الشعب الأوكراني؟ ولماذا تسكت بعض الدول عن تنمر روسيا؟ وفق تعبيره.
الموقف الأمريكي على لسان المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية ضبابي، إذ كيف لن يتخلى الغرب عن كييف؟ وهي تُركت وحدها، وهل تُعتبر العقوبات ضد موسكو أداة تضمن لزيلينسكي البقاء؟ إن أقصى ما يمكن فهمه من الموقف القائل بأن واشنطن والغرب لم ولن يتخلوا عن أوكرانيا، ليس مقصوداً به العقوبات الغربية على روسيا، بل بإمكانية قيام الغرب بدعم المتطرفين الأوكران، إضافةً لاستجلاب متطرفين وإرهابيين من بعض المناطق كسوريا مثلاً لتكرار تجربة الجماعات المسلحة في سوريا على الأراضي الأوكرانية، وبالتالي استنزاف القوات الروسية والأوكرانية الموالية لموسكو هناك.