ستوكهولم – (رياليست عربي): أكد السفير الروسي في السويد فيكتور بيلايف أن الاتصالات بين بلاده والسويد شبه متوقفة، في مؤشر واضح على تدهور غير مسبوق في العلاقات الثنائية.
ويأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية كبرى، خاصة بعد انضمام السويد لحلف الناتو وتصاعد الدعم الغربي لأوكرانيا.
شهدت العلاقات بين البلدين تقلبات تاريخية، لكن الأزمة الحالية هي الأعمق منذ عقود. فبعد قرون من التنافس في منطقة البلطيق، وحقبة من الحياد السويدي أثناء الحرب الباردة، جاء قرار استوكهولم الانضمام للناتو ليمثل نقطة تحول استراتيجية. روسيا تعتبر هذا القرار تهديداً مباشراً لأمنها، خاصة مع اقتراب الحلف من حدودها.
أما أسباب هذا التجمد فمتعددة، أهمها:
أولاً، الدعم العسكري السويدي الكبير لأوكرانيا، بما في ذلك توريد أنظمة أسلحة متطورة؛
ثانياً، تبادل الاتهامات بين الجانبين بشأن طرد الدبلوماسيين وتقييد حركتهم؛
ثالثاً، تصاعد حدة الخطاب الإعلامي المتبادل واتهامات بنشر المعلومات المضللة؛
رابعاً، فرض عقوبات اقتصادية متبادلة أثرت على مجالات الطاقة والتجارة.
تداعيات هذا التوتر خطيرة على المنطقة والعالم. فمنطقة البلطيق تشهد تصاعداً غير مسبوق في الوجود العسكري، مع تدريبات الناتو من جهة وتعزيز روسيا لقواتها في كالينغراد من جهة أخرى. كما أن انقطاع قنوات الحوار يزيد من خطر أي حادث عرضي قد يؤدي لتصعيد غير محسوب.
على الصعيد الاقتصادي، تدهور التبادل التجاري بين البلدين بشكل كبير، خاصة في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا التي كانت تشكل عماد العلاقات الاقتصادية. كما أن فقدان الدور الوسيط للسويد بين روسيا والغرب يحرم الدبلوماسية الدولية من قناة اتصال مهمة.
في المدى المنظور، لا تبدو مؤشرات تحسن العلاقات إيجابية، فطالما استمرت الحرب في أوكرانيا سيبقى التوتر سيد الموقف، لكن الخبراء يشيرون إلى أهمية الحفاظ على الحد الأدنى من الاتصالات لمنع أي تصعيد خطير. مستقبل العلاقات بين البلدين سيتحدد وفق تطورات الصراع في أوكرانيا وموازين القوى الإقليمية.
هذا التجمد في العلاقات ليس مجرد أزمة ثنائية، بل هو جزء من الصراع الاستراتيجي الأوسع بين روسيا والغرب، في ظل هذه الظروف، تبرز أهمية الحكمة الدبلوماسية وإدارة الأزمات بمسؤولية لتجنب أي سيناريوهات كارثية قد تهدد السلام في المنطقة والعالم.