بغداد – (رياليست عربي): قد يكون العراق في الفترة القادمة أمام تحديات أمنية، ستؤدي إلى اتساع الهوة بين القوى العراقية على خلفية انتخاب محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان العراقي، حيث حذر المسؤول الأمني لكتائب حزب الله في العراق أبو علي العسكري مما أسماها بالأيام العصيبة التي ستمر على العراق، بسبب ما اعتبره مصادرة حق الأغلبية، والسير وراء الإرادة الخارجية.
تحذيرات العسكري أثارت مخاوف عدد من القوى العراقية، فيما اعتبر خصوم الكتائب من القوى الأخرى تصريحات العسكري بمثابة تهديد واضح بافتعال مواجهة لاحقة في عدد من المناطق العراقية، ونقل السجال من المنابر والطاولات السياسية إلى الشوارع والأزقة.
في سياق متصل أعرب الإطار التنسيقي الشيعي في العراق عن رفضه لمخرجات جلسة البرلمان العراقي، وعدم الاعتراف بانتخاب الحلبوسي، بسبب عدم وجود رئيس.
أما الولايات المتحدة فقد هنأت رئاسة مجلس النواب العراقي الجديد التي انتُخبت أول أمس، معربةً عن أملها في الإسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وهو موقف اعتبره خصوم الحلبوسي بأنه دليل على دعم واشنطن له ولحلفائه السياسيين.
فيما كان اللافت أكثر هو موقف زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر الذي رأى أن اختيار رئيس البرلمان العراقي ونائبيه يمثل أولى بشائر حكومة الأغلبية الوطنية، وهو ما يعكس شرخاً داخل البيت السياسي الشيعي في العراق، فالتيار الصدري يدعم وصول الحلبوسي، فيما يعارض الإطار التنسيقي الشيعي ذلك.
بل إن الخلاف بين الصدريين والإطار الشيعي قد بدأت أساساً قبل الإعلان رسمياً عن فوز الحلبوسي، حيث نشب شجار بين أعضاء الكتلة الصدرية والإطار التنسيقي بسبب آلية اختيار رئيس المجلس، وهذا بطبيعة الحال سينعكس على المشهد السياسي في المرحلة القادمة، وبالتالي فإن الصدامات مرشحة للاندلاع في أية لحظة، لا سيما بعد تحذيرات العسكري ورفض الإطار التنسيقي لنتائج الانتخابات.
ومن المتوقع أن تتم دعوة أنصار الأحزاب المعارضة للحلبوسي إلى تظاهرات قادمة، فيما يتوقع أن يصدر الصدر فتوى دينية توجب الطاعة لما آلت إليه الانتخابات النيابية.