واشنطن – (رياليست عربي): لا تزال الأزمة الأوكرانية سبباً لفتح سقف التوقعات حول إمكانية اندلاع مواجهة روسية – غربية من عدمه، في توقيت يعتبره كثيرون توقيتاً حساساً من عمر العالم اقتصادياً وأمنياً.
وفي آخر تطورات هذه الأزمة أعلن الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، عقب اجتماع مع زعماء أوروبيين، أن هناك إجماعاً تاماً بين الحلفاء الغربيين حول الأزمة الأوكرانية، حيث تنسق واشنطن وباريس وبرلين ولندن ومن معهم حول الخطوات القادمة في مواجهة روسيا.
وفي خطوة تصعيدية جديدة أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، رفع مستوى تأهب بعض قواتها داخل الولايات المتحدة وخارجها واحتمال نقل 8.5 ألف عسكري أمريكي إلى أوروبا في ظل التوتر حول أوكرانيا في حال تطلبت الضرورة ذلك، مشيرةً أنه ليس لدى الروس نية لخفض حدة التوتر حالياً وفق تعبيرها.
يأتي ذلك مع إعلان أمريكي أيضاً عن إرسال كتاب خطي لمقترحات وردود واشنطن والناتو على طلبات روسيا المتمثلة برفض انضمام أوكرانيا للناتو، وعدم التسليح بأسلحة هجومية خطيرة في هذا البلد، في انتظار الرد الروسي.
والمتوقع الآن أن يستمر التوتر بغض النظر عن انزلاق السيناريو الحالي إلى عمل عسكري، إذ أن هدف واشنطن والناتو الرئيسي هو ضم أوكرانيا إليهم، وروسيا ترفض ذلك قطعاً، لأنه تهديد للأمن القومي لها، بالتالي كيف سيوفق الخصوم هذه المعادلة؟ وفي حال أصر الناتو على ضم أوكرانيا هل ستفعلها روسيا وتدخل برياً إلى هذا البلد؟
إن إعلان واشنطن إرسال 8500 جندي أمريكي لمساعدة حلف الناتو في أوكرانيا، يؤكد النية المسبقة والأكيدة للغرب في ضم أوكرانيا إلى معسكرهم، بل إن هذه الخطوة يمكن تصنيفها في إطار خطة أمريكية لجر موسكو إلى تدخل فعلي من روسيا في أوكرانيا، إذ بمجرد إدخال الجنود الأمريكيين سيكون موقف موسكو حرج أما الرأي العام الروسي والعالمي، وسيكون الروس مجبرين على حفظ ماء الوجه والرد على تلك الخطوة وهنا ممكن الخطورة.