(رياليست عربي) – أثار خطاب الملياردير الأميركي إيلون ماسك في تجمع «وحّدوا المملكة» الذي نظمه الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون هذا الشهر عاصفة من الانتقادات في بريطانيا.
مقر الحكومة في داونينغ ستريت وصف تصريحات ماسك بأنها «خطيرة وتحريضية»، بعدما قال لأنصاره إن «العنف قادم» ودعاهم إلى «القتال أو الموت». زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار إد ديفي حث الأحزاب على «تجاوز الخلافات السياسية» لإدانة دعوة ماسك إلى حل البرلمان. أما وزير الأعمال بيتر كايل، المعروف بتقاربه مع وادي السيليكون، فقد اعتبر الخطاب «غير مفهوم على الإطلاق وغير مناسب تماماً».
يرى مراقبون أن تصريحات ماسك ليست حادثاً معزولاً، بل تندرج ضمن اصطفاف أوسع بين قادة التكنولوجيا وحركات الشعبوية حول العالم. فقد سبق له أن دعم الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو وحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف. ويعتبر محللون أن هذا التقارب يمثل تحدياً هيكلياً للنظام الليبرالي-الديمقراطي الذي هيمن على السياسة الغربية لعقود.
في الماضي، اعتمدت النخب العالمية على سياسيين تكنوقراط لإدارة الاقتصادات ضمن «توافق دافوس» القائم على التنبؤية والتسويات. لكن صعود شخصيات مثل ماسك ومارك زوكربيرغ وسام ألتمان أدخل نموذجاً جديداً قائماً على كسر القواعد وتجاهل البُنى القائمة. مثلهم مثل زعماء الشعبوية القومية، من دونالد ترامب إلى خافيير ميلي ونجيب بوكيلة، يتسم هؤلاء بعدم الثقة بالمؤسسات الراسخة وإيمان بقدرتهم على فرض رؤيتهم الخاصة للواقع.
ويرى محللون أن هذه التحولات تهدد ليس فقط السياسات العامة بل ركائز السيادة نفسها، بما فيها السيطرة على العملة والقوة. ظهور ماسك مع الرئيس الأرجنتيني ميلي في مؤتمر المحافظين السياسي (CPAC) وهو يلوّح بمنشار كهربائي، عُد رمزاً لتحالف جديد يجمع بين «ثورة التكنولوجيا» و«العرض الشعبوي».
النقاد يحذرون من أن هذا التلاقي قد يعيد تشكيل السياسة العالمية، ويقوض أسس الديمقراطية الليبرالية إذا ما نجح في تفكيك المؤسسات التقليدية وإضعاف الإطار القانوني الذي حكم الغرب لعقود.






