القاهرة – (رياليست عربي): رصد الباحث المصري في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، محمود عليوة، أربع ملاحظات على اجتماع مجلس الأمن الروسي، وخطاب الرئيس فلاديمير بوتين الذي وجه خلاله رسائل خارجية وداخلية مهمة.
ووصف عليوة، خطاب بوتين بـ”التاريخي” على خلفية إصداره قراراً بالاعتراف الفوري بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ومطالب المجلس الفيدرالي الروسي بتوقيع اتفاقات الصداقة والتعاون مع الجمهوريات الجديدة، لافتاً إلى عدة ملاحظات على اجتماع مجلس الأمن الروسي الذي استبق الكلمة.. جاءت كالتالي:
الملاحظة الأولى، إذاعة اجتماع مجلس الأمن الروسي على الهواء مباشرة، وحسب ما جاء على لسان الرئيس بوتين، خلال الاجتماع لم تكن هناك تحضيرات مسبقة بين أعضاء المجلس.
الملاحظة الثانية، الإجماع من جميع أعضاء المجلس على ضرورة وحتمية الإعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك مهما كانت التكاليف.
الملاحظة الثالثة، رئيس الاستخبارات الروسية سيرجي ناريشكين، أثناء كلمته أمام مجلس الأمن الروسي طرح عليه الرئيس سؤال مباشر: “هل أنت مع العودة إلى المباحثات أو الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك؟”.. كان رد رئيس الاستخبارات أنا مع قرار ضم دونيتسك ولوغانسك إلى الاتحاد الروسي، الأمر الذي تسبب في ضحك بوتين.
الملاحظة الرابعة، هي المداخلة القوية لنائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، والذي قال فيها: “إن التجربة وما حدث بعد عام ٢٠١٤ أثبت لنا أننا قادرين بالحكم على تجاوز أي عقوبات يتم فرضها على روسيا، بمرور الوقت هم من سيرهقون من جراء تلك الإجراءات ويأتون إلينا للتفاوض ويقدمون لنا كل شيء”.
وتابع، نجحت روسيا في اختبار جورجيا ونجحت أيضاً في اختبار القرم ونجحت في سوريا بالرغم من التعويل الأمريكي على فشلها ووقوعها في مستنقع سوري لا تستطيع الخروج منه، وتحول النجاح إلى نفوذ روسي وإيجاد موطئ قدم في المياه الدافئة، وامتد ذلك النجاح والنفوذ إلى الأزمة الليبية، ونجحت أخيراً في كازاخستان وبيلا روسيا.
من جابنه، أكد الخبير المصري وأستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، أن ما يجري بين روسيا وحلف الناتو من جانب والولايات المتحدة من جانب آخر حول التطورات الأكروانية، مجرد تصعيد حذر ومحسوب، فلا روسيا تسعى للحرب ولا أمريكا قادرة على مواجهة الزحف الروسي حال وقوعه، فأمريكا تدرك أن مواجهة روسيا في هذه المنطقة صعبة بل ومستحيلة، وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لن تستطيع مواجهة روسيا والصين معاً وفي نفس التوقيت، كما أن فرنسا وألمانيا لا تسعيان إلى مواجهة مع روسيا لاعتبارات اقتصادية بحتة، مؤكداً أن روسيا باتت قادرة على ضم جمهوريات الاتحاد السوفيتي القديمة لما تملكه من إمكانات عسكرية وسياسية واقتصادية.
خاص وكالة رياليست.