واشنطن – (رياليست عربي): قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، إننا “نعيش الآن في عصر جديد تماماً”، مشيراً إلى أن الوضع الجيوسياسي على مستوى العالم سيشهد تحوّلات كبيرة بعد انتهاء حرب أوكرانيا.
وذكر كيسنجر، في حوار مع صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أنه “ليس من الطبيعي أن تكون للصين وروسيا نفس المصالح في جميع المشاكل المستقبلية، وبالتالي، فبعد حرب أوكرانيا، سيتعين على روسيا إعادة تقييم علاقتها بأوروبا على الأقل، وموقفها العام تجاه الناتو”.
العقل الأمريكي لعقود، ألمح إلى ضرورة تغيير النهج الروسي مع دول الغرب، بالقول: “هذا لا يعني أن أياً منهما (الصين وروسيا) سيصبح صديقاً حميمياً للغرب، لكن المقصود هو أنه في قضايا معينة، سيكون خيار -التعامل بنهج مختلف- قائماً.. أي أنه في الفترة المقبلة، يجب أن لا نجعل روسيا والصين كتلة واحدة”.
بالتالي، يتبين من كلام كيسنجر أن المسعر الأمريكي هو تقويض قدرة هذين البلدين بكل الوسائل الأمريكية المتاحة، إن كان بالنسبة لروسيا، أحداث أوكرانيا، ويبدو أن مخطط الصين جاهز في تايوان.
وبشأن تهديدات بعض الدول باللجوء للسلاح النووي، أوضح الدبلوماسي الأميركي المخضرم أن العالم يواجه الآن “تقنيات يمكن أن تؤدي إلى كارثة لم يكن من الممكن حتى تخيلها في وقت سابق.. والغريب أن هذه الأسلحة تتطور وتتكاثر كل عام، لكن لا توجد مناقشة دولية حول ما يمكن أن يحدث في حال تم استخدام الأسلحة النووية فعلياً”.
“ما خط بوتين الأحمر؟”، يجب كيسنجر على سؤال “فاينانشال تايمز” بالقول: “لقد قابلت بوتين عدة مرات، وخلصت إلى أن معتقداته الأساسية تقوم على نوع من الإيمان الصوفي بالتاريخ الروسي، وأنه تعرض للإهانة، بسبب الفجوة الهائلة التي ظهرت بين أوروبا والشرق.. لقد تعرض للإهانة لأن روسيا شعرت بالتهديد بضم هذه المنطقة بأكملها للناتو.. هذا ليس عذراً، ولم أكن أتوقع هجوماً بحجم الاستيلاء على دولة معترف بها”.
وأضاف: “أعتقد أن بوتين أخطأ في تقدير الموقف الذي واجهه دولياً، ومن الواضح أنه أخطأ في تقدير قدرات روسيا. والسؤال الآن هو إلى متى سيستمر هذا التصعيد وإلى أين قد يتجه”.
وبخصوص الدروس التي ستستخلصها الصين من حرب أوكرانيا، شدد كيسنجر على أن “أي زعيم صيني سيفكر الآن في كيفية تجنب الوقوع في الموقف الذي وضع فيه بوتن نفسه، وكيف تتجنب بكين انقلاب العالم عليها”.