موسكو – (رياليست عربي). قدّم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة تقييماً علنياً مفصلاً للأساس التمهيدي المحتمل لمفاوضات السلام حول النزاع على أراضي الدولة الأوكرانية السابقة، وذلك عقب زيارته الرسمية لقيرغيزستان ومشاركته في قمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
بوتين أكد أن موسكو تلقت حزمة من 28 بنداً صاغتها واشنطن قبل لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ألاسكا. وبعد مشاورات أمريكية–أوكرانية في جنيف، أعيد تنظيم البنود إلى أربعة محاور موضوعية تقوم روسيا حالياً بدراستها.
وقال بوتين: «لم يكن هناك مشروع اتفاق، بل مجموعة أسئلة. وبشكل عام، نوافق على أنها قد تُستخدم أساساً لترتيبات مستقبلية»، موضحاً أن الصياغات النهائية لم تُحدَّد بعد.
وأضاف أن جزءاً من المقترحات «ذو طبيعة مبدئية» ويتطلب «نقاشاً بالغ الجدية»، خاصة البنود المتعلقة بهندسة الأمن الأوروبي والاستقرار الاستراتيجي، مذكّراً بأن موسكو دعت لسنوات واشنطن إلى استئناف الحوار حول الحد من التسلح والقضايا الأساسية الأخرى.
وفد أمريكي إلى موسكو الأسبوع المقبل
وأوضح بوتين أن إدارة ترامب أبلغت موسكو أن الوفد الأمريكي سيصل في النصف الأول من الأسبوع المقبل، وأن ترامب شخصياً اختار رئيس الوفد. وسيتولى وزارة الخارجية الروسية قيادة المحادثات، تحت إشراف المساعدين الرئاسيين فلاديمير ميدينسكي ويوري أوشاكوف.
كما أكد أن أجهزة الاستخبارات الروسية والأوكرانية عقدت مباحثات حول تبادل الأسرى في أبوظبي، حيث اقترح ممثل أمريكي بصورة غير متوقعة البدء بمناقشات أوسع.
وقال بوتين: «نحن دائماً منفتحون. إذا أرادوا — يمكنهم الوصول غداً. هذه القضية على قدر من الأهمية يجعل التوقيت غير جوهري».
بوتين عن الخطاب الغربي: “هراء كامل”
الرئيس الروسي رفض مجدداً المزاعم الغربية بشأن «تهديد روسي لأوروبا»، معتبراً أنها تخدم أجندات سياسية داخلية ومصالح مجمعات الصناعات الدفاعية.
وأضاف: «إذا كانوا يريدون سماع ذلك — فلنضعه على الورق».
الشرط العسكري الأساسي لوقف القتال
بوتين شدد على موقف موسكو:
«نواصل تلقي إشارات بشأن وقف القتال… يجب على القوات الأوكرانية الانسحاب من الأراضي التي تحتلها — عندها فقط سيتوقف القتال. وإن لم تنسحب، فسوف نحقق ذلك بالوسائل العسكرية».
مفاوضات مفصلية تنتظر موسكو
تصريحات بوتين تُعد أول تأكيد علني على الهيكل الكامل للمقترحات الأمريكية، كما تشير إلى استعداد روسيا لمناقشة الحزمة ذات الـ28 بنداً بشقيها الأمني والسياسي.
لكن التشدد الروسي في قضية الحدود والسيطرة الإقليمية يؤكد أن موقف موسكو لن يتغير قبل وصول الوفد الأمريكي. وتتحول محادثات موسكو المرتقبة إلى مرحلة حاسمة في رسم ملامح معمارية أمنية جديدة لأوروبا، وإطار محتمل لتسوية النزاع.






