طهران – (رياليست عربي). قال المرشد الإيراني آية الله السيد علي خامنئي إن الولايات المتحدة تكبّدت «خسائر كبيرة» خلال المواجهة التي استمرت 12 يوماً مع إيران في يونيو، مؤكداً أن واشنطن وتل أبيب «فشلتا في تحقيق أي من أهدافهما» رغم استخدامهما «أحدث ما لديهما من قدرات عسكرية». وفي خطاب متلفز، وصف النتيجة بأنها «هزيمة» لخصوم إيران ولحظة وحدة وطنية داخل البلاد.
وأوضح خامنئي أن إسرائيل أمضت سنوات في التحضير لعمل عسكري يهدف إلى إثارة الاضطرابات داخل إيران، لكن «النتيجة جاءت معاكسة تماماً» لتوقعاتها، إذ شهدت البلاد «اصطفافاً واسعاً» حتى من بعض منتقدي الحكومة. وأقرّ بسقوط قتلى إيرانيين خلال الهجمات، لكنه شدد على أن الأضرار التي لحقت بالمهاجمين كانت أكبر بكثير، وأن الجمهورية الإسلامية أثبتت قدرتها على «التحرك الحاسم» تحت الضغط.
من التصعيد إلى وقف الهجوم
بدأت المواجهة بعد ضربات إسرائيلية قتلت شخصيات عسكرية وعلمية إيرانية بارزة، تلتها هجمات أمريكية على ثلاث منشآت نووية — في خطوات قالت طهران إنها تشكل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وردّت إيران باستهداف مواقع في الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل، إضافة إلى قاعدة العديد الأمريكية في قطر، الأمر الذي أدى — بحسب خامنئي — إلى «إجبار المعتدين على وقف الهجوم» بحلول 24 يونيو.
هجوم على السياسة الأمريكية
خامنئي حمّل واشنطن المسؤولية السياسية عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، واصفاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه «أكثر شخص مكروه في العالم»، ومؤكداً أن ما يحدث في القطاع «يستحيل من دون الدعم الأمريكي الكامل». واتهم الولايات المتحدة بتأجيج الصراعات من أوكرانيا إلى أمريكا اللاتينية، قائلاً إن التدخلات الأمريكية «مصدر للحروب والدمار والنزوح».
ونفى المرشد ما تردد عن اتصالات غير مباشرة بين طهران وواشنطن خلال التصعيد، واصفاً تلك التقارير بأنها «أكاذيب»، ومؤكداً أن إيران لا ترغب في التواصل مع حكومة «تغدر حتى بحلفائها».
كما دان الوجود العسكري الأمريكي قرب فنزويلا، مذكّراً بالاتهامات الإقليمية بأن الضغوط الأمريكية «مدفوعة بالطمع في النفط».
الدعوة إلى التماسك الداخلي
خاتماً، دعا خامنئي الإيرانيين إلى الحفاظ على التماسك الوطني رغم الخلافات السياسية، مشيداً بدور قوات البسيج التي وصفها بأنها ركيزة قوة البلاد. كما دعا إلى دعم الحكومة، مشيراً إلى أنها تُكمل المشاريع التي بدأها الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وأن نتائجها «ستصبح ملموسة للشعب» قريباً.






