إسلام أباد – (رياليست عربي): قال محللون: إن مشاركة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في أعمال منظمة التعاون الإسلامي في باكستان هي إشارة واضحة على أن العديد من الدول في العالم الإسلامي تتخلى عن تحالفاتها التقليدية مع الولايات المتحدة.
وقال عمر كريم ، الزميل الزائر في معهد رويال يونايتد للخدمات البحثية في لند ، لموقع Middle East Eye، عن منطقة الشرق: “من الناحية الجيوسياسية والاقتصادية، يتحرك العالم الإسلامي بعيداً عن الغرب بسرعة”، وفي الآونة الأخيرة، لم يهدأ الضغط على دول العالم الإسلامي من دول الغرب لإقناعهم بدعم أوكرانيا، لكن هناك تاريخ حقيقي للعلاقات بين العديد من الدول الإسلامية والغرب.
انتهى مؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسلام أباد بقرار تاريخي يدين اضطهاد المسلمين في فلسطين وكشمير التي تُحكَم من الهند، فضلاً عن تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الغربية، لكن البيان لم يذكر الأقلية الأويغورية المضطهدة في الصين، مما أثار إدانة من نشطاء الأويغور.
ووفقاً لأحد الكتّاب في الموقع، تلقى وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية دعوة من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي سعى إلى استغلال مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي لتعزيز موقفه وحشد دعم جار قوي قبل التصويت بحجب الثقة عن الحكومة في البرلمان الباكستاني الاسبوع المقبل.
وتعتقد تالا عبد الرزاق، الباحثة بجامعة إكستر في إنكلترا، أن ميل منظمة التعاون الإسلامي للصين يجب أن يُنظر إليه على أنه نهج عملي، كما أن سبب هذا التحول هو الاستعداد لحقائق جيوسياسية جديدة، إذ لا تزال الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى حد كبير، مع استثناءات قليلة، في فلك الغرب، لكنها ليست عمياء، لكنهم يرون أن الصين قوة صاعدة ستتمكن في النهاية من تحدي الهيمنة الغربية ليس فقط في المجال الاقتصادي ولكن أيضاً في المجالات السياسية وربما العسكرية.
وبحسب عبد الرزاق، فإن واشنطن تدفع ثمن التدخلات في المنطقة، “بشكل عام، لا تتمتع الولايات المتحدة بسمعة طيبة في الشرق الأوسط، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى إرث حروبها واحتلالها، وخاصة الحربين ضد العراق في عامي 1991 و2003، والعواقب الكارثية للاحتلال الأمريكي”.
وتدرك الصين تنامي المشاعر المعادية للغرب في العالم الإسلامي، حيث اختار رئيس وزارة الخارجية الصينية كلماته بعناية في إسلام أباد، مشيراً في خطابه إلى التاريخ المشترك، والآراء السياسية المتبادلة، وآفاق الشراكة الاقتصادية مع العالم الإسلامي.