واشنطن – (رياليست عربي): يشهد المشهد السياسي الأمريكي تصعيداً خطيراً بعد قرار الرئيس دونالد ترامب إرسال وحدات من الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس لاحتواء الاحتجاجات الشعبية التي تحولت إلى أعمال عنف وتخريب.
ويأتي هذا القرار في ظل تصاعد حدة المظاهرات التي تجتاح عدة مدن أمريكية، مما يعكس عمق الانقسامات المجتمعية والتوترات السياسية قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقد اندلعت الاحتجاجات في لوس أنجلوس كجزء من حركة احتجاجية واسعة تعكس استياءً شعبياً متزايداً من سياسات الإدارة الحالية، وقد تحولت بعض هذه التظاهرات إلى أعمال عنف وتخريب للممتلكات العامة والخاصة، مما دفع بالسلطات إلى اتخاذ إجراءات استثنائية. قرار ترامب بإشراك الحرس الوطني أثار جدلاً واسعاً بين مؤيدين يرونها خطوة ضرورية لاستعادة الأمن، ومعارضين يعتبرونها تصعيداً خطيراً يهدد الحريات المدنية.
تتنوع ردود الفعل حول هذه الأزمة بين قطاعات المجتمع الأمريكي. بينما تؤيد بعض الأوساط السياسية التدخل العسكري كحل أخير لاستعادة النظام، يحذر نشطاء حقوق الإنسان من مخاطر عسكرة التعامل مع الاحتجاجات السلمية، وسائل الإعلام تنقسم بدورها بين من يركز على أعمال العنف لتبرير التدخل، ومن يسلط الضوء على حق المواطنين في التعبير السلمي.
هذه الأزمة ليست الأولى من نوعها في التاريخ الأمريكي، حيث سبق أن تم اللجوء إلى الحرس الوطني في عدة مناسبات تاريخية مثل احتجاجات الحقوق المدنية في الستينيات وأحداث شغب لوس أنجلوس عام 1992، إلا أن توقيت الأزمة الحالية، قبيل الانتخابات الرئاسية، يضفي عليها بعداً سياسياً إضافياً، حيث يتهم المعارضون ترامب باستغلال الأزمة لأغراض انتخابية.
على الصعيد الدولي، تلقى التطورات في لوس أنجلوس اهتماماً واسعاً، معبرة عن قلق المجتمع الدولي من تدهور الوضع الداخلي في الولايات المتحدة، كما أثارت الأزمة تساؤلات حول مدى قدرة النظام السياسي الأمريكي على التعامل مع التحديات الداخلية في ظل الانقسامات الحادة.
التداعيات الاقتصادية للأزمة بدأت تظهر بالفعل، حيث تأثر النشاط التجاري والسياحي في المدينة، بينما تشكل تكاليف نشر القوات وإصلاح الأضرار عبئاً إضافياً على الاقتصاد الأمريكي الذي يواجه أصلاً تحديات كبيرة. مستقبل الأزمة يبقى غير واضح المعالم، بين سيناريوهات التصعيد أو الحلول السياسية، لكن ما هو مؤكد أن الولايات المتحدة تمر باختبار صعب لتماسكها الاجتماعي وسياساتها الداخلية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها.