طرابلس – (رياليست عربي): اختار مجلس النواب الليبي -مقره طبرق- بالإجماع على منح الثقة، للمرشح فتحي باشاغا لرئاسة الحكومة الجديدة، فى خطوة اعتبرها المراقبون صفقة سياسية تمت بتفاهمات داخلية ورعاية إقليمية بعد تعثر إجراء الانتخابات فى نهاية العام الماضىي (2021).
خطوة تصويت مجلس النواب الليبي، لصالح فتحي باشاغا، جاءت بعد أيام قليلة من لقاء جمع رئيس الحكومة الليبية الجديد، مع المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الذي عاد لممارسة مهام منصبه، بعد تعثر إجراء الانتخابات الرئاسية التي أعلن خوضها قبل العراقيل التي سببت توقفها.
وبات باشاغا، الذي خلف عبدالحميد الدبيبة، مطالَب بتشكيل حكومته خلال 15 يوماً، بعد تسلمه من مدير مكتب شؤون الرئاسة بالمجلس، عوض الفيتوري، قرار تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة بشكل رسمي.
وبحسب شخصيات دبلوماسية إقليمية، أن صفقة الحكم التي نتج عنها تولي باشاغا الحكومة الليبية، جاءت كرد فعل إقليمي على تدخل أمريكا وبريطانيا في العملية الانتخابية، ومحاولة فرض الأمر الواقع على الشعب الليبي، وسط غياب مرشح واضح لهما، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة في تعطيل العملية الانتخابية برمتها، عقب استشعارها خطر وصول سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، إلى منصب والده بعد أزيد من عقد على الإطاحة به.
وحسب المعلومات التي تسربت من كواليس التفاهمات، أن باشاغا قدم تعهدات لدول الجوار خصوصاً مصر التي كانت تستشعر القلق من توليه أي مناصب هناك، لعلاقته المعلنة بالنظام التركي، وسيطرته على جماعات مقاتلة قريبة الصلة بجماعة الإخوان (مصنفة إرهابية فى مصر وروسيا)، لكن في نهاية المطاف ومع تعقد المشهد السياسي وتقديمه تعهدت إلى أبوظبي والقاهرة على العمل بشفافية وعدم تبني أجندات تزيد التوتر في الداخل الليبي.
ويرى المراقبون للشأن الإقليمية والأزمة الليبية بشكل خاص، أن اختيار فتحي باشاغا، موفق إلى حد كبير لما يملكه من نفوذ على الأرض فى العاصمة “طرابلس” قادر على استرداد السلطة من عبدالحميد الدبيبة الذي أعلن رفضه المسبق تسليم منصبه، معتبراً أن أي حكومة جديدة مجرد كيان موازي.
ووفق التقديرات، وحسب صفقة حكم بلاد عمر المختار، سوف يحتفظ باشاغا بمنصب رئيس الوزراء وسوف يعمل بصورة توافقية مع بنغازي والمشير حفتر، على توحيد المؤسسة العسكرية تحت قيادة الأخير، ومن المرجح إفساح الطريق لكرسي الرئاسة أمام سيف الإسلام القذافي، أو المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، بطريقة تحقق التوازن بين القبائل فى الشرق والغرب والجنوب وتضمن توحيد مؤسسات الدولة.
خاص وكالة رياليست.