الفاتيكان – (رياليست عربي): في تصريحات مهمة، أكد البابا ليون الرابع عشر على الحاجة الملحة لتعزيز الحوار الدولي لإيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية المستمرة، جاءت تصريحات البابا خلال استقباله لمجموعة من الدبلوماسيين في الفاتيكان، حيث شدد على أن “الصراع لا يمكن حله إلا من خلال التفاهم المتبادل والاستماع إلى جميع الأطراف”.
هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه الأزمة الأوكرانية تصعيداً جديداً، مع استمرار العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا وتزايد الخسائر البشرية، البابا ليون الرابع عشر، الذي انتخب عام 2023 خلفاً للبابا فرنسيس، واصل سياسة سلفه في الدعوة إلى السلام والحلول الدبلوماسية للأزمات الدولية.
منذ بداية الأزمة الأوكرانية، حاول الفاتيكان لعب دور الوسيط المحايد، حيث أجرى البابا فرنسيس اتصالات مع قادة روسيا وأوكرانيا والدول الغربية، وقد أشار مراقبون إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تتمتع بمصداقية فريدة قد تمكنها من لعب دور بناء في هذه الأزمة المعقدة.
وفي تصريحاته اليوم، حذر البابا من “المخاطر الكارثية لاستمرار الصراع”، مشيراً إلى أن “الأسلحة لن تحقق سوى المزيد من الدمار والمعاناة”. ودعا جميع الأطراف إلى “التخلي عن الخطاب العدائي” و”التركيز على القواسم الإنسانية المشتركة”.
ردود الفعل على تصريحات البابا جاءت متفاوتة. بينما رحبت بها أوكرانيا، أبدت روسيا تحفظاتها على ما وصفته بـ”التفسير الأحادي للأحداث”. من جهتها، أعربت الدول الغربية عن دعمها لدور الفاتيكان في تعزيز الحوار، لكنها شددت على ضرورة أن يترافق ذلك مع ضغوط على روسيا لسحب قواتها.
تحليل الخبراء يشير إلى أن تصريحات البابا تعكس قلق الكنيسة الكاثوليكية من تداعيات الصراع على المدنيين، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق المتضررة. كما تأتي في سياق الجهود المستمرة للفاتيكان للحفاظ على دوره كوسيط محايد في النزاعات الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تمتلك شبكة واسعة من العلاقات في كلا البلدين، مع وجود مجتمعات كاثوليكية نشطة في أوكرانيا وروسيا، وقد استضاف الفاتيكان في الأشهر الماضية عدة لقاءات بين ممثلي الكنائس من الجانبين، في محاولة لبناء جسور التفاهم.
وبينما تبقى فرص نجاح الوساطة البابوية في حل الأزمة الأوكرانية غير مؤكدة، فإن الدعوة المتجددة للحوار تظل بمثابة رسالة أمل في وقت يسيطر عليه التشدد والمواقف المتصلبة، يتابع العالم باهتمام ما إذا كانت هذه الجهود ستؤتي ثمارها في ظل تعقيدات المشهد الجيوسياسي الحالي.