موسكو – (رياليست عربي): حققت روسيا نصراً دبلوماسياً مهماً بفوزها بعضوية المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة (ECOSOC) للفترة من 2025 إلى 2028، جاء هذا الفوز خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 5 يونيو 2025، رغم العقوبات الغربية المستمرة على موسكو منذ بداية الأزمة الأوكرانية، يعد هذا التطور مؤشراً على قدرة الدبلوماسية الروسية على كسب التأييد الدولي رغم الظروف السياسية الصعبة.
يمثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي أحد الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة، حيث يضم 54 دولة عضوًا ويسيطر على حوالي 70% من موارد المنظمة الدولية. تمنح هذه العضوية روسيا نفوذاً أكبر في صنع القرارات المتعلقة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية العالمية، بما في ذلك أجندة التنمية المستدامة 2030، كما تتيح لموسكو المشاركة الفعالة في توجيه عمل الوكالات الأممية المتخصصة مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية.
جاءت ردود الفعل الدولية على هذا الفوز متباينة، بينما رحبت دول مجموعة البريكس والصين والهند بالنتيجة، أعربت الدول الغربية عن قلقها من احتمال استخدام روسيا لهذا المنصب لتعزيز أجندتها السياسية، من جهتها، وصفت الخارجية الروسية هذا الفوز بأنه “اعتراف بدور روسيا كقوة عالمية رئيسية وشريك مسؤول في الشؤون الدولية”.
يأتي هذا التطور في سياق سياسي معقد، حيث تستمر الحرب في أوكرانيا وتتصاعد التوترات بين روسيا والغرب. يشير المحللون إلى أن فوز روسيا يعكس تحولاً في موازين القوى داخل الأمم المتحدة، مع تزايد نفوذ الدول غير الغربية، وقد ساهمت التحالفات التي عززتها موسكو مؤخراً مع دول الجنوب العالمي في حصولها على الدعم الكافي لضمان المقعد.
رغم هذا النجاح الدبلوماسي، تواجه روسيا تحديات كبيرة في أداء دورها داخل المجلس. ستكون السنوات الثلاث القادمة اختباراً حقيقياً لقدرة موسكو على التوفيق بين سياستها الخارجية ومتطلبات العمل الأممي المشترك، خاصة في ظل الانتقادات المتعلقة بتأثير الحرب الأوكرانية على الاقتصاد العالمي، النجاح في هذا المسار قد يمهد الطريق لعودة أوسع لروسيا إلى دوائر صنع القرار الدولية.