واشنطن – (رياليست عربي). أعلنت النائبة الأمريكية مارجوري تايلور غرين، إحدى أكثر الشخصيات إثارة للانقسام في السياسة الأمريكية، أنها ستغادر الكونغرس في يناير المقبل، منهيةً مسيرة سياسية قصيرة اتسمت بالجدل، والنفوذ، وفي نهايتها خلاف علني مع الرئيس دونالد ترامب.
قرار غرين جاء في بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أيام فقط من وصف ترامب لها بـ«الخائنة» وإعلانه دعمه لمرشح جمهوري ينافسها في دائرتها بولاية جورجيا. وقالت إنها لا تريد أن يخوض ناخبوها «معركة حزبية كريهة»، متوقعة أن الجمهوريين «قد يخسرون الأغلبية في مجلس النواب» في انتخابات منتصف المدة المقبلة.
وقالت غرين: «لدي الكثير من الكرامة والاحترام لنفسي، وأحب عائلتي كثيراً، ولا أريد أن يمرّ منطقتي بانتخابات تمهيدية مليئة بالكراهية ضدي يقودها الرئيس الذي قاتلنا جميعاً من أجله».
استقالتها تختتم ولاية tumultuous شهدت تجريدها من عضويتها في لجان الكونغرس في بداية فترتها الأولى، وطردها من تكتل الحرية بعد خلافات داخلية، وإدانتها مراراً بسبب خطابها التحريضي — رغم أنها برزت كواحدة من أكثر حلفاء ترامب نفوذاً على تلة الكابيتول.
وقالت لقناة CNN إنها واجهت تهديدات متزايدة بالقتل منذ خلافها الأخير مع ترامب، معربةً عن ندمها على سنوات من الخطاب «السام»، ومقرّةً بتأثيره على بلد يعاني تصاعد العنف السياسي.
ووفق مصادر مقربة منها، كانت غرين تفكر في الاستقالة منذ أكثر من أسبوع، وليس لديها حالياً أي خطط للترشح لمنصب آخر رغم التكهنات السابقة حول احتمال خوضها انتخابات مجلس الشيوخ.
وتعمّق الانقسام بينها وبين البيت الأبيض مؤخراً بعدما اتهمت ترامب بالتركيز على ملفات خارجية على حساب القضايا الداخلية، كما اختلفت مع الإدارة حول دعم إعانات قانون الرعاية الصحية، وشاركت في الضغط لكشف ملفات جيفري إبستين المختومة — وهي خطوة وقّع ترامب على تشريعها هذا الأسبوع.
النائب توماس ماسي، أحد أقرب حلفائها، أشاد باستقالتها، قائلاً: «إنها تجسّد ما يجب أن يكون عليه الممثل الحقيقي للشعب».
رحيل غرين يضع رئيس مجلس النواب مايك جونسون أمام مأزق فوري، إذ سيزداد تقلّص الأغلبية الجمهورية، ما يرفع الضغط على القيادة قبل معارك تشريعية حاسمة مطلع العام المقبل.
وبعد أن كانت معروفة بترويج نظريات المؤامرة وادعاءات مثيرة — من بينها التشكيك في حوادث إطلاق النار المدرسية — قدّمت في الأيام الأخيرة إشادة نادرة برئيسة مجلس النواب الديمقراطية السابقة نانسي بيلوسي، واصفةً إياها بأنها «شخصية مبهرة» في قدرتها على إدارة حزبها.
ولم يصدر البيت الأبيض تعليقاً بعد على استقالة غرين.






