موسكو – (رياليست عربي): ضمن جولة على الإعلام العالمي، حول الأزمة الروسية – الأوكرانية، اتفق رؤساء الصين وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة على إجراء محادثات افتراضية لبحث الحظر المفروض على النفط الروسي، وسط مساعٍ لإيجاد حل وسط بين موسكو وكييف.
وفي مقابلة مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على قناة “ABC NEWS”، يبدو أن الرئيس الأوكراني يسعى إلى “حل وسط” في شبه جزيرة القرم ودونباس، في اليوم الثالث عشر من الحرب وبعد جولة ثالثة من المحادثات لم يحدث فيها أي تقدم ملموس، حيث نشر الرئيس الأوكراني فيديو من مقر الرئاسة في مدينة كييف قال فيه إنه مستعد “لتقديم تنازلات” ولتحري الدقة قال: “أنا مستعد للحوار لا للاستسلام”.
وأكد زيلنيسكي أثناء المقابلة: “بالنسبة لي، من المهم أن أعرف كيف سيعيش الأشخاص الذين يريدون أن يكونوا جزءاً من أوكرانيا في هذه المناطق”.
وسطاء للتهدئة
التقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، في أنطاليا التركية، حيث اتجهت أنظار العالم إلى فرصة الوساطة التي حصل عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديميربوتين.
الواقع يقول إن من مصلحة أنقرة أن تنتهي الأزمة الأوكرانية في أقرب وقت ممكن حتي وإن قالت من ناحية إنه لا للعقوبات المفروضة على موسكو، ووصفتها بأنها “غير مجدية وذات نتائج عكسية” لكنها تتصرف وفق ازدواجية في المعايير حيث حظرت مرور ثلاث سفن روسية مؤكدة دعمها لوحدة أراضي أوكرانيا.
وقالت الصين أيضاً إنها مستعدة لتقديم مساهمتها من أجل “وساطة ضرورية” دون التشكيك في التحالف مع موسكو.
وخلال الاجتماع الافتراضي بين الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني، أولاف شولتز، والزعيم الصيني شي جين بينغ، دعوا فيه إلى “أقصى درجات الاعتدال” بشأن الصراع الروسي الأوكراني، واصفين الوضع في أوكرانيا بأنه “مقلق للغاية”، وشدد شي على أن الأولوية يجب أن تكون منع الوضع من الخروج عن السيطرة، ورفض فرضية فرض عقوبات جديدة على موسكو والتي من شأنها أن “تضر بالجميع”.
ملف الطاقة
وبشأن التلويح باستخدام العقوبات كسلاح ضغط، فقد أفاد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي قائلاً: “ثمة تدابير جديدة غير مستبعدة” وذلك في ختام لقائه مع مع رئيسة لجنة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون ديرلين، وفي غضون ذلك، ستكون الولايات المتحدة مستعدة لحظر ورادات النفط الروسي، لكن فيما يرتبط بالطاقة فإن الشركاء الأوربيين حلفاء أمريكا هم الأكثر إعتماداً على روسيا والأكثر تضرراً إذا ما انساقوا خلف الرغبة الأمريكية.
ولتخفيف حاجة أوروبا من الغاز الروسي، قدمت المفوضية الأوروبية تفاصيل خطة عمل الطاقة وتقوم بإعداد خطة لاستيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال وزيادة إنتاج مصادر الطاقة المتجددة بسرعة وتقليل الطلب من روسيا مع تدابير الكفاءة، ربما يكون الفحم بديلاً مؤقتاً لتجنب المشتقات الطاقاوية الروسية، رغم ما له من مساوئ فيما يتعلق بالمناخ، إلا إذا تم العمل بحلول تتعلق بالطاقة البديلة بأقصى سرعة.
تهديد موسكو
بعد حزمة العقوبات الكبيرة من الغرب على روسيا، أطلقت حملة مضادة من العقوبات عليهم، فقد أفاد نائب رئيس الحكومة ألكسندر نوفاك بأنه”لدينا الحق في اتخاذ القرارات الصعبة وفرض حظر على عبور الغاز من خلال تيار الشمالي 1″ موضحاً أن روسيا لم يكن في نيتها ذلك، لكن الموقف الأوروبي سيدفعها إلى تطبيق هذا الأمر في النهاية.
هذا وتقوم روسيا عبر ألمانيا من خلال السيل الشمالي 1، بإرسال 60 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً إلى أوروبا.
على الصعيد الإعلامي، طبقت روسيا سياسة الرد، فقد غادر روسيا ما لا يقل عن 150 صحفياً أجنبياً، بعد إغلاق المكاتب الإعلامية الروسية في عدد من الدول الأوروبية، كما فرضت الحكومة الروسية قانون يتضمن عقوبة تصل مدتها إلى 15 عاماً في السجن لأولئك الذين ينشرون معلومات خاطئة عن الحرب في أوكرانيا.