القاهرة – (رياليست عربي): أكد المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، د.عمرو الشوبكي، أن روسيا لجأت لهجوم خشن لا يهدف لاحتلال أوكرانيا، بل غرضه الأساسي حماية أمنها القومي ومنع نشر صواريخ استراتيجية على حدودها، والتصدي لمحاولة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي – الناتو.
بات من الواضح أن روسيا على أعتاب هجوم خشن هدفه ليس احتلال أوكرانيا، إنما تغيير استراتيجية أمريكا والغرب تجاهها والتفاهم على عدم نشر صواريخ استراتيجية لحلف شمال الأطلسي – الناتو على حدودها، وعدم انضمام أوكرانيا وغيرها من الدول إلى الحلف، وفق الشوبكي.
وأكد أن روسيا لا تحتاج لجعل أوكرانيا “المحافظة 19″، مثلما جرى أثناء غزو الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للكويت، ولا أنها بالضرورة ستلغيها من الخريطة الدولية، إنما ستعني أنها ستعمل على تحقيق أهدافها الاستراتيجية عن طريق استخدام متعدد الأدوات الخشنة.
الاعتراف بالأقاليم الأوكرانية كجمهوريات شعبية مستقلة وربما دفعها لإجراء استفتاء كما فعلت في القرم للإنضمام للاتحاد الروسي خطوة نحو التصعيد، بعد أن عجزت أوراق الضغط “شبه الناعمة” عن تحقيق أي تحوُّل في الموقف الغربي من قضية امتداد حلف الناتو إلى البلدان المتاخمة للحدود الروسية.
الرد الأمريكي – الغربي سيكتفي بدعم عسكري كبير لأوكرانيا، من خلال فرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا وهو ما حدث، ولكنه لن يتدخل عسكرياً بشكل مباشر في الصراع، وستبقى قدرة روسيا على تحمل هذه العقوبات وسرعة تحقيق أهدافها العسكرية والاستراتيجية هما ماسيعطيانها مكاسب جديدة على الساحة الدولي، تؤثران بالمقابل على صورة أمريكا بين حلفائها وستُظهرها في صورة العاجز عن حمايتهم، وهو ما يعني نجاح روسيا في إعادة تشكيل خريطة التحالفات الدولية في أوروبا الشرقية وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة التي خرجت عن الطوع الروسي.
لقد أصبحنا في اللحظات الأخيرة من معادلات ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وهناك فرصة كبيرة لعودة روسية قوية داخل مجالها الحيوي ولكن ليس بالضرورة عالمياً.
وختم مؤكداً، أن خبرة التاريخ والعالم تقول: أي دولة تنتصر طالما تتحرك في إطار مجالها الحيوي، وروسيا هذه المرة أوراقها أكثر.