الرياض – (رياليست عربي): شكلت دورة الألعاب الشتوية المقامة في العاصمة الصينية بكين، حدثاً سياسياً أكثر مما هو رياضي، حيث تمت دعوة زعماء عرب و آسيويين وغربيين لحضور الافتتاح، بالتزامن مع أزمات تعانيها الصين مع الولايات المتحدة ومعسكرها الغربي، بسبب مخاوف واشنطن من طموحات بكين الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية.
ورغم وجود اسم ولي العهد السعودي ضمن قائمة المدعوين لحفل الافتتاح، وترحيب السفارة الصينية في الرياض بدعوة ولي العهد السعودي إلى بلادهم، إلا أن الرجل لم يحضر الافتتاح، واكتفى بإرسال سفيرة المملكة في الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر آل سعود.
فيما كانت الأوساط الصينية ولا سيما وزارة الخارجية قد أعلنت مراراً تطلعها لحياكة علاقات متطورة ومتينة بين الصين والمملكة ونقلها إلى مصافِ العلاقات الاستراتيجية.
اللافت هو وجود شبه مقاطعة غربية للألعاب الشتوية في الصين، إذ لم يُسجل أي حضور أمريكي أو بريطاني أو كندي لهذا الاستحقاق، وسط غياب كامل للبعثات الدبلوماسية لتلك البلدان عنه، ما أثار تساؤلات، إلا ان عدم حضور ولي العهد السعودي يندرج ضمن حسابات المملكة وتحالفاتها في ضوء سياسة بن سلمان المتبعة وهي الإبقاء على مسافة واحدة من بعض الدول، طالما أن التحالف الأقوى هو مع الولايات المتحدة.
وبعكس توقعات بعض المراقبين، إن عملية الربط بين المقاطعة الأمريكية – البريطانية – الكندية لا صلة له بعدم حضور ولي العهد السعودي الذي يحرص على إثبات توجهاته وسياسته بما يتفق وسياسة المملكة المتسمة بالتوازن مع الجميع، لكن قد تُفسر من قبل بعض الأوساط على أنه اختار المعسكر الغربي المضاد للصين وروسيا، وهذا غير صحيح، إذ تربط المملكة علاقات أكثر من جيدة مع الجانبين.