القاهرة – (رياليست عربي): أبدت جامعة الدول العربية مخاوفاً من بعض التطورات الأخيرة في ليبيا، والتي من شأنها بحسب ما قاله الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، أن تعود بالبلاد إلى حالة الاستقطاب التي عصفت بها خلال السنوات الأخيرة.
وأكد أبو الغيط في بيان صادر عنه، أن التعويل اليوم على وجود قيادات ليبية تدرك بشكل جيد المصلحة العليا للبلاد، وتضعها فوق كل اعتبار آخر، وأضاف أن “تلك القيادات يجب أن تقود إلى توافق الليبيين على عملية سياسية شاملة تفضي إلى إجراء انتخابات وطنية تجدد شرعية المؤسسات، باعتبارها السبيل الأمثل والوحيد للحل في ليبيا، وبما يتيح الانتهاء من المرحلة الانتقالية التي طال أمدها في البلاد والانطلاق بالوضع إلى فضاءات الاستقرار والبناء والتنمية، وطي صفحة الماضي”.
أبو الغيط شدد على أهمية وضرورة عدم تعريض حالة الاستقرار التي تعيشها ليبيا، منذ توقيعها على اتفاق وقف إطلاق النار قبل نحو العام للخطر، مشيراً إلى أن “المأمول هو الوصول إلي موقف وطني يتوافق علي أسس ومسار لدعم عملية سياسية تنفيذاً لتعهدات القوى الدولية والإقليمية خلال المؤتمرات الدولية السابقة بهذا الشأن وخاصة نتائج مؤتمري برلين 1 و2”.
موقف الجامعة العربية تجاه ليبيا لم يتغير، وفق أمينها، فهو قائم على “دعم ومساندة أي جهد مخلص من شأنه تحقيق التوافقات الليبية المطلوبة بعيداً عن أية تدخلات خارجية، مع التذكير المستمر بأهمية الشروع بإخراج كافة أشكال التواجد العسكري الأجنبي من الأراضي الليبية وحصر السلاح بيد السلطة الرسمية وحدها في البلاد، وتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية والاقتصادية، والدعم الكامل لأي سلطة في ليبيا تضع هذه الأهداف موضع التنفيذ الفعلي”.
وتعيش ليبيا حالة من عدم الاستقرار، جراء عدم توحيد المؤسسة العسكرية، وتوالي المراحل الانتقالية فيه مع استمرار حالة الفراغ السياسي، بينما يبدو الوضع اليوم فيها أكثر غموضاً وتعثراً خصوصاً بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المفترض أن تجري نهاية العام الفائت (2021).
ويتوقع مراقبون أن الجهود لتعيين موعد جديد للانتخابات لن تثمر، في ظل الصراع الكبير الذي تشهده البلاد، وتعدد أطرافها السياسية وتبعية كل طرف إلى أجندة إقليمية خاصة بمصالح الدولة التي يتلقى دعمه منها، ما يربك الوضع أكثر في ليبيا.