لندن – (رياليست عربي): لعبت العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا لصالح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حيث تم صرف انتباه الرأي العام عن فضيحة أحزاب الحكومة البريطانية على خلفية جائحة “كوفيد”، مما قللّ الضغط على رئيس الوزراء الذي كان مجبراً على الاستقالة، وفقاً لمقال المعلق السياسي روبرت شريمسلي في صحيفة “فاينانشيال تايمز“.
ووفقاً للكاتب فإنه: “منذ شهر واحد فقط، بدت نظرة جونسون قاتمة، لكنه الآن استعاد ثقته وأصبح لديه الوقت للتغلب على منتقديه، كما زادت فرصه في قيادة الحزب في الانتخابات القادمة بشكل كبير، إلا أن جونسون الآن يحتاج إلى الحفاظ على الانضباط الذي فرضته عليه كل من حالة الطوارئ الوطنية والأزمة في أوكرانيا، والتي قد تكون مؤلمة ولها عواقب طويلة الأمد.
ويضيف الكاتب في مقاله، لا ينبغي التركيز على التصريحات التي يعلوها الضجيج، لأن المرحلة تتطلب العمل الجاد والتركيز الكبير، خاصة وسط ما يحدث، حيث تشير إخفاقات الحكومة فيما يتعلق بالعقوبات واللاجئين إلى استمرار الفشل في السيطرة على آلة مقر السلطة – وايت هول.
لم يبالغ شريمسلي في تقدير تأثير سياسات لندن على حل الأزمة الأوكرانية حيث قال: “الحديث عن قيادة المملكة المتحدة للجهود الدبلوماسية “للتغلب على الأزمة الأوكرانية” مبالغ فيه – إدارة بايدن تنظر إلى باريس وبرلين أكثر من لندن – لكن الأوكرانيين ممتنون لجونسون”.
في 13 مارس/ آذار، قال جونسون إن المملكة المتحدة ستواصل البحث عن طرق لتعزيز دفاع أوكرانيا عن النفس، وأضاف أن لندن ستتعاون مع شركائها في هذه القضية، بما في ذلك في إطار اجتماع قوة الاستطلاع المشتركة المقرر عقده في 15 مارس/ آذار، وهو برنامج تعاون بحري تقوده بريطانيا يشمل الدنمارك وأيسلندا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والنرويج وفنلندا والسويد وإستونيا.
الجدير بالذكر أنه في نهاية عام 2021، دخل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في فضيحة خطيرة، في الوقت الذي كانت فيه الدولة بأكملها تخضع لقيود صارمة لمكافحة COVID، حيث أقيمت حفلات للدائرة الداخلية في مقر إقامته في داونينج ستريت، الأمر الذي تسبب بفضيحة كبيرة وكان مستقبل جونسون السياسي على المحك.