طهران (رياليست – عربي): أعدمت إيران رجلين، بتهمة قتل مسؤول أمني خلال احتجاجات على مستوى البلاد أعقبت مقتل الإيرانية الكردية مهسا أميني في السادس عشر من سبتمبر الماضي، لم يتوقع النظام الإيراني أن تستمر المظاهرات التي اندلعت حتى الآن، وقالت وكالة ميزان، التابعة للسلطة القضائية، إن المتهمين أدينوا بقتل عجميان، وهو عضو في قوة الباسيج المتطوعين بقوات الحرس الثوري الإيراني، في مدينة كرج خارج طهران يوم 3 نوفمبر.
باتت خسائر النظام الإيراني في الوقت الراهن فادحة على كل الأصعدة، خاصة على الصعيد الداخلي، بعد استمرار الاحتجاجات والتظاهرات لأكثر من 4 أشهر، ولم يسبق لها مثيل إلا في زمن الحرب العراقية-الإيرانية، فالمعركة اليوم باتت داخلية مع قطاعات عريضة من الفرس والعرب والآذر والبلوش والكرد والتركمان.
وتعد الاحتجاجات أحد أكبر التحديات للحكم الديني في إيران منذ الثورة في عام 1979؛ على صعيد متصل، روَّجت وسائل إعلام حكومية أن قرار إقالة قائد قوات الشرطة، العميد حسين أشتري، وتعيين أحمد رضا رادان، قائد شرطة طهران السابق، بدلًا منه، مرتبط بانتهاء مهمة “أشتري”، بينما شددت المعارضة على أن السبب يرجع لفشله في وقف الاحتجاجات المستمرّة منذ منتصف سبتمبر 2022. وذكرت قناة “إيران إنترناشيونال” الإيرانية المعارضة أنَّ خامنئي وبَّخ “أشتري” لعدم كفاءته مع استمرار الاحتجاجات الشعبية.
يقول الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، محمد الدجيلي لوكالة “رياليست“: “تخطَّى الأمر المظاهرات والاحتجاجات إلى قيام عناصر إيرانية معارضة للنظام بعمليات اغتيال لبعض أركان النظام الإيراني، كان أخطر هذه العمليات هو اغتيال القائد البارز في قوات الباسيج وقائد قاعدة الباسيج قاسم فتح الله في طهران، وهو اختراق أمني خطير، تحرّك “خامنئي” على إثره، وأقال قائد قوات الشرطة، العميد حسين أشتري، وعيَّن أحمد رضا رادان قائد شرطة طهران السابق، بدلًا منه، كما أن العميد حسين أشتري فشل في مواجهة مظاهرات الشعب الإيراني”.
وأضاف الدجيلي، في تصريحات خاصة، أنَّ الثورة أو الانتفاضة الحالية ليست كغيرها، فهي أطول انتفاضة شعبية في تاريخ إيران الحديث، وهي غير مطلبيَّة وعابرة للمناطق والطوائف، وهدفها الوحيد إسقاط النظام.
يرى محللون ومتابعون للشأن الإيراني أن الحرس الثوري بإمكانه أن يسحق التظاهرات ويُعيد إحكام القبضة على طول البلاد وعرضها بالحديد والنار مؤقتاً، بينما تواجه سلطات إيران 3 مُعضلات داخلية تزحف لخنق النظام مع مرور الوقت؛ أوَّلها جيل “زد” وقوامه طلاب المدارس وشباب الجامعات المتمردين على قيود ولاية الفقيه.
أيضاً هناك القوميات والشعوب غير الفارسية التي وصلت إلى طريق مسدود في ظل حُكم مركزي، يجعلهم مواطنين مِن الدرجة الثانية، إضافةً إلى الإضرابات العمالية، خصوصًا في قطاع النفط، فقد كانت عاملاً حاسماً لإسقاط حُكم الشاه في عام 1979.
خاص وكالة رياليست.