نيقوسيا – (رياليست عربي): رفض رئيس جمهورية قبرص نيكوس أناستاسيادس اقتراح نظيره التركي رجب طيب أردوغان بعقد اجتماع مشترك في شمال قبرص التركي، هذا ما قاله أناستاسيادس للصحفيين حول تفاصيل الحوار الذي جرى بين زعيمي البلدين في قمة الناتو الأخيرة في مدريد.
وقال أناستاسيادس إنه اقترح على أردوغان عقد اجتماع في باريس، مع مراعاة استعداد رئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، للتوسط في العلاقات بين رئيسي قبرص وتركيا، كان الجواب اقتراحاً آخر، وقال أناستاسيادس: “قال أردوغان إننا يمكن أن نلتقي في الجزء الشمالي من قبرص، وأجبت أن هذا غير وارد”.
ووفقاً رئيس الدولة الجزيرة، على هامش القمة، تحدث لفترة وجيزة مع أردوغان مرتين، في الوقت نفسه، رفض أناستاسيادس اقتراح الصحافة بأن الرئيس التركي استهزأ بفكرة اجتماعه المنفصل معه واقترح أن يقوم الجانبان القبرصي اليوناني والقبارصة الأتراك بتسوية الأمور، وأوضح أناستاسيادس أنه لا يستطيع قول أي شيء سلبي حول المحادثة التي جرت، وشدد على أن “هذه كانت اتصالات ودية وودية”.
الجدير بالذكر أنه تم تقسيم قبرص على أسس وطنية منذ الغزو التركي المسلح في عام 1974، نتيجة انقلاب مؤيدي ضم الجزيرة إلى اليونان، نتيجة للأعمال العدائية، تبين أن ما يقرب من 37 ٪ من أراضي قبرص كانت تحت السيطرة التركية، والتي تشكلت عليها الجمهورية التركية لشمال قبرص في عام 1983، وظل الجزء الجنوبي من الجزيرة تحت سيطرة جمهورية قبرص، التي يسكنها بشكل رئيسي القبارصة اليونانيون.
الدولة الوحيدة التي تعترف بجمهورية شمال قبرص التركية هي تركيا، التي في الوقت نفسه لا تعترف بجمهورية قبرص كدولة، علاوة على ذلك منذ عام 1963، عندما انهار نظام التمثيل الثنائي في الحكومة في الجزيرة، لذلك، لا توجد علاقات دبلوماسية بين نيقوسيا وأنقرة.
تتعثر العلاقات بين البلدين أيضاً بسبب الخلافات حول حقوق استكشاف وإنتاج الهيدروكربونات في حقل غاز على الجرف القبرصي، نظراً لأن أنقرة لا تعترف بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص وتجري بشكل دوري عمليات حفر داخلها على الجرف القبرصي، أساس التراخيص الصادرة عن الجمهورية التركية لشمال قبرص التي نصبت نفسها بنفسها.