الدوحة – (رياليست عربي): انشغل العالم العربي خلال الأيام الماضية بوفاة المرشد الروحي لجماعة الإخوان «لإرهابية» الداعية الهارب من وطنه مصر والمقيم في قطر، يوسف القرضاوي، وسيطر خلاف جواز الترحم عليه بين أنصاره والرافضين لأفكاره، في نهاية المطاف ووري جثمانه الثرى في العاصمة “الدوحة”.
وحضر الجنازة على المستوى الرسمي، نائب أمير قطر الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء القطري، الشيخ خالد بن خليفة آل ثاني.
غاب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، عن مراسم الجنازة وحتى النعي صدر عن دوائر حكومية وأظهرت وفاة القرضاوي، تعمد أمير البلاد تأكيد رسالته التى سبقت وفاته أكبر رأس فى الإخوان حالياً، على أن بلاده لا تدعم الجماعة وتتعامل مع الحكومات الشرعية ولا يوجد نشاط لعناصرها على أراضي بلاده.
جاء موت القرضاوي بمثابة هدية قدر لأمير قطر، خصوصاً أن علاقات الدوحة معه والتي تأسست قبل عقود باتت إرث ثقيل يحمله الأمير تميم، وعلى مدار الأعوام الماضية منذ أزمة مقاطعة الرباعي العربي «السعودية ومصر والإمارات والبحرين» التي نشبت مع قطر منتصف 2017، وحتى مع حلحلة الملف وعودة تطبيع العلاقات بين عواصم عربية أبرزها القاهرة والرياض مع الدوحة، كان ملف الإخوان حجر عثرة في التفاهمات وبالرغم من الضغوطات التي مارستها قطر على عناصر الجماعة لمغادرة أراضيها أو البقاء مع الالتزام الصمت تجاه القضايا العربية، كان القرضاوي بما امتلكه من نفوذ وقواعد نتيجة أعوام الإقامة ورقة أخيرة يترقب الأمير الفرصة لحرقها حتى يتخلص من التركة التي حملها فوق كاهلها بدون تخطيط منه.
هدايا القدر التي هبطت على الديوان الأميري خلال شهر سبتمبر، بدأت باستقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعد أعوام من الجفاء في العلاقات واتهام دائم من القاهرة للدوحة بدعم جماعة الإخوان، وكانت صور اللقاء بمثابة رد قاطع تعمد أمير البلاد إيصاله إلى الغرب قبل الشرق، بإشهار طلاق العلاقات بين بلاده والتنظيم الذي تحول إلى شوكة فى الظهر تعيق التقدم والتطور الذي تسعى له قطر، خصوصاً مع استضافتها كأس العالم لكرة القدم نوفمبر المقبل.
وقبل عودة طائرة الرئيس المصري إلى بلاده، نفى وقتها الشيخ تميم بن حمد، أن تكون لبلاده أي علاقة بتنظيم الإخوان المسلمين، مؤكداً أن الدوحة تتعامل مع الدول والحكومات.
وقال حينها فى حوار مع صحيفة «لوبوان» الفرنسية، في سياق رده على سؤال بشأن الانتقادات التي تواجهها دولة قطر بشكل متكرر هي العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين: “هذه العلاقة غير موجودة، وليس هناك أي أعضاء نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعات متصلة بها على الأراضي القطرية”.
ووضح جلياً أن وفاة القرضاوي جاءت في الوقت المناسب ليؤكد أمير قطر ما شرع في تنفيذه من خطوات هدفت جميعها لنفي صلة الدوحة بالجماعة، وأظهر غيابه المتعمد عن جنازة الداعية الهارب، الطلاق البائن بين قطر والإخوان.