بيروت – (رياليست عربي): يسود الشارع اللبناني جدلاً كبيراً في الآونة الأخيرة، حول مدى دور سلاح “حزب الله” في المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية وما يسفر عنه من نتائج استراتيجية واقتصادية تتعلق بالطاقة في المقام الأول.
وتسوق التوجهات السياسية في لبنان، رجل الشارع حول هذا الجدل، حيث تسير في أوساط “حزب الله” وحلفاءه نحو ما نتج عنه قوة سلاح الحزب كورقة في المفاوضات والضغط على إسرائيل وأمريكا من ورائها، فيما ترفض الجبهة المناوئة لحزب الله هذا الحديث حتى لو كان صحيحا، حيث سيثبت ذلك صوابية موقف الحزب طوال العقود الماضية في استخدام سلاحه الذي أصبح أقوى من سلاح الدولة، سواء في الداخل أو إشهاره في وجه إسرائيل.
وانتقل هذا الجدل إلى التيارات السياسية ، وذلك خلال اجتماع ما يعرف بـ”الجبهة السيادية من أجل لبنان” والتي يتصدرها حزب “القوات اللبنانية”، حزب “الوطنيين الأحرار” الذي قال أبرز قياداته “كميل جوزيف شمعون”، إن الجبهة تعتبر أن كل ما يقوم به “حزب الله” من استعراضات تصويرية وخطب رنانة ما هو إلا محاولات استباقية منه لقطف ثمار نجاح المفاوضات، التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة للقول إن سلاحه أتى بالترسيم، عله بذلك يحتفظ بهذا السلاح غير الشرعي ويطوي صفحة الإنهيار الذي تسبب وحليفه العهد بها، وهذا أمر مكشوف بالنسبة لجميع اللبنانيين.
وربطت الجبهة هذا الأمر خلال الاجتماع ، بملف الانتخابات الرئاسية ، حيث شدد “شمعون” على أن “الجبهة السيادية” تراهن على هذا الإستحقاق الرئاسي المقبل ليكون المفصل الأساس في وقف الانهيار المريع وبداية خروج لبنان من جهنم وإعادة الحياة إليه، مؤكدا أن المرشح الطبيعي الأول حسب المنطق والعرف ونتائج الإنتخابات النيابية هو رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع كونه الماروني الأكثر تمثيلا عند المسيحيين وعند شريحة كبرى من باقي مكونات الوطن وهو الأقدر على الإنفتاح على الخارج ومد اليد للداخل وبناء المؤسسات وسلوك طريق التعافي.
ولا يستبعد متابعون، العودة مجدداً لمرحلة الفراغ الرئاسي لحين وجود توافق عربي ودولي على الرئيس القادم في لبنان، وأن يظل الكرسي الرئاسي في القصر الجمهوري ببعبدا “خالياً” لا يجد من يشغله، وذلك في الوقت الذي وضع فيه حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه “جعجع”، ملف “الكرسي الرئاسي” على نار مشتعلة بشكل مبكر، في ظل العمل على تصدير أزمة هذا الملف إلى الواجهة العربية والدولية إلى الشرق والغرب ومنطقة الخليج العربي أيضاً.
وكان قد خرج رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، للتأكيد ان الانتخابات الرئاسية المقبلة تكتسب اهمية قصوى، وأنه اما ستتوقف بعدها ما وصفه بـ”عذابات” الشعب اللبناني أو تتفاقم أكثر فأكثر، مشددا على أن عنوان انتخابات الرئاسة هذا العام هو اتفاق فرقاء المعارضة كافة على اسم واحد للرئاسة كي يشكلوا أكثرية تنجح في إيصال رئيس جديد.
وبحسب ما يعرف بـ”الميثاق الوطني” الموقع بعام 1943، يكون من يتولى منصب الرئاسة من الطائفة المسيحية المارونية، في وقت يكون منصب رئيس الحكومة للطائفة السنية ورئاسة مجلس النواب للطائفة الشيعية وتوزع مناصب أخرى بالدولة على طوائف فاعلة بالبلاد.