الخرطوم – (رياليست عربي): انطلقت المسيرات الاحتجاجية التي كانت مقررة في السودان، الأحد، قبل موعدها بأكثر من 15 ساعة، حيث خرج الآلاف في مختلف أحياء الخرطوم لاستقبال أبناء الأقاليم الذين وصلوا مساء السبت، قاطعين مسافات طويلة بالأرجل والدراجات الهوائية للمشاركة في الحدث، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
وياتي ذلك بعد أن شهدت العاصمة السودانية مسيرات ليلية حاشدة، السبت، وسط إجراءات أمنية مشددة وإغلاق لعدد من الطرق والجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاثة، الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، لمنع وصول المحتجين إلى منطقة القصر الرئاسي وسط الخرطوم.
ويبدو أن ثمة انتفاضة ستحدث في السودان وسط رفض عارم لحكم العسكر، واعتبار الاتفاق الذي تم بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، (اتفاق خيانة) حسب تعبير أنصار المعارضة السودانية.
وفي ظل جمود سياسي ناجم عن تمسك الشارع بمواقفه المطالبة بإبعاد الجيش عن المشهد السياسي، وتعثر جهود رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الرامية لتشكيل حكومة تكنوقراط وفقاً للاتفاق الموقع بينه وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان يوم 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تستجيب قطاعات عريضة من الشارع السوداني لدعوات التظاهر المتواصلة التي يطلقها تجمع المهنيين ولجان المقاومة، منددين باتفاق حمدوك والبرهان ومطالبين بمحاسبة من تسببوا في مقتل المئات من الشباب الذين سقطوا برصاص قوات الأمن منذ إطاحة نظام عمر البشير في أبريل/ نيسان 2019.
فمع إطلاق سراح بعض الوزراء المعتقلين وإعادة حمدوك إلى منصبه بضغط دولي، لكن لم تشهد السودان أية تغيرات خاصة تلك التي طالب بها المحتجون ما يعني أن انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلا من مضامينه، وأن الشعب آخر اهتمامات الحكومة في ضوء ما بعد الاتفاق المبرم بين الجيش والحكومة الحالية.
ويأتي هذا فيما تشدد أطراف دولية على ضرورة إنهاء الإجراءات التي اتخذها الجيش في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما أطاح المكون المدني في الحكومة الانتقالية، التي اعتبرت خطوات هدفت لقطع الطريق أمام عملية التحول الديمقراطي في البلاد.
بالتالي، إن الأوضاع التي سادت عقب انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تثير الشكوك حول قانونية أو دستورية أي خطوة قد يتخذها حمدوك أو غيره.