واشنطن – (رياليست عربي). أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، أن القوات الأميركية احتجزت ناقلة نفط ضخمة قبالة سواحل فنزويلا، في خطوة من المتوقع أن تزيد التوتر الحاد أصلاً بين واشنطن وحكومة نيكولاس مادورو.
وقال ترامب: «كما تعلمون على الأرجح، لقد احتجزنا للتو ناقلة على ساحل فنزويلا. ناقلة كبيرة — كبيرة جداً، الأكبر التي يتم احتجازها على الإطلاق». ولم يقدم تفاصيل إضافية مكتفياً بالقول إن العملية تمت «لأسباب جيدة جداً». ورداً على سؤال حول مصير الشحنة، قال: «سنحتفظ بها، على ما أظن».
تفاصيل العملية
لاحقاً، نشرت وزيرة العدل الأميركية بام بوندي مقطع فيديو يظهر عناصر مسلحين يهبطون بالحبال من مروحية إلى سطح الناقلة. وقالت إن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، وهيئة تحقيقات الأمن الداخلي، وخفر السواحل، ووزارة الحرب نفذوا مذكرة احتجاز فدرالية استهدفت ناقلة يُزعم استخدامها لنقل نفط خاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران.
الناقلة، التي تحمل اسم Skipper، كانت — بحسب بوندي — خاضعة للعقوبات «لسنوات عديدة» بسبب دورها في شبكة شحن نفطية «تدعم منظمات إرهابية أجنبية». وقال مسؤول أميركي رفيع إن العملية جرت في المياه الدولية دون وقوع إصابات بين القوات أو طاقم السفينة.
وأضاف المسؤول أن الناقلة كانت تحمل نفطاً فنزويلياً متجهاً إلى كوبا، على أن يُعاد تصديره لاحقاً إلى آسيا عبر وسطاء كوبيين. كما سبق ربط السفينة بشحنات نفط إيرانية، وهو ما دفع قاضياً فدرالياً للموافقة على احتجازها. وأشار المسؤول إلى أن إدارة بايدن تدرس اتخاذ إجراءات إضافية ضمن حملتها للضغط على كاراكاس.
ردود الفعل في كاراكاس وهافانا
الحكومة الفنزويلية ندّدت بالخطوة ووصفتها بأنها «عمل قرصنة دولية»، متهمة واشنطن باستهداف موارد فنزويلا الطبيعية «وليس الهجرة أو المخدرات أو حقوق الإنسان». وأعلنت كاراكاس أنها ستتوجه بـ«شكوى إلى جميع الهيئات الدولية القائمة».
أما كوبا — التي تعاني من أسوأ أزمة كهرباء منذ عقود — فلم تصدر أي تعليق حتى الآن. وتعتمد هافانا بشكل كبير على واردات النفط والدعم من حلفاء مثل فنزويلا وروسيا.
تصعيد أوسع في الكاريبي
احتجاز الناقلة يأتي في وقت تكثّف فيه الولايات المتحدة عملياتها العسكرية في منطقة البحر الكاريبي. إذ نشرت آلاف الجنود ومجموعة ضاربة يقودها حاملة طائرات، ونفذت ضربات على قوارب يُشتبه بتهريبها المخدرات، بينما تكرّر أنها لا تستبعد «العمليات داخل الأراضي الفنزويلية». وتقول مصادر رسمية إن القوات الأميركية قتلت 87 شخصاً ودمرت 23 سفينة في عمليات الاعتراض البحري منذ بداية العام.
ترامب قال لقناة CNN إنه لم يتحدث «مؤخراً» مع مادورو، وامتنع عن ذكر مالك الناقلة. وكانت الشبكة نفسها قد أفادت سابقاً بأن الإدارة الأميركية تعمل على خطط طوارئ لمرحلة ما بعد مادورو.
مادورو، الذي كان يلقي خطاباً عند انتشار خبر الاحتجاز، امتنع عن التعليق.






