طهران – (رياليست عربي): لا يزال الملف النووي الإيراني متعثراً بطريقة أو بأخرى، وسط مشهد ضبابي حول ما إذا كان سيبصر هذا الملف العالق لسنوات النور أم لا، وسط ارتفاع في منسوب الخصومة السياسية بين إيران كقوة إقليمية وبين قوى أخرى إلى جانب الولايات المتحدة، سواءً كانت عربية، أو إسرائيل.
وفي آخر التصريحات المتعلقة بهذا الملف قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في خطاب بثه التلفزيون في الذكرى الثالثة والأربعين للثورة الإيرانية إن إيران لم تعقد أبداً أي آمال على المحادثات النووية في فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.
وأضاف رئيسي، الذي أدى انتخابه في يونيو/ حزيران إلى توقف المحادثات لخمسة أشهر، أن إيران ستعتمد على إمكانات اقتصادها المحلية بدلاً من انتظار الدعم من الخارج ومن المحادثات النووية مع القوى العالمية.
أما وزارة الخارجية الإيرانية فقد قالت إن على الولايات المتحدة اتخاذ قرار سياسي فيما يتعلق برفع العقوبات، إذ إن مطالبة طهران برفع كامل العقوبات لإحياء اتفاق 2015 النووي أمر غير قابل للتفاوض، وسط مساعي روسية وصينية إلى دفع الاتفاق مع طهران إلى الأمام، لكن تشابك الملفات الإقليمية في الشرق الأوسط يمنع ذلك إذ أن هناك قوى تصنف طهران على أنها عدو وخطر، ما يعني بأن وضع نهاية للملف النووي الإيراني عبر المفاوضات قد لا يعجب الكثير من تلك القوى، لأنه سيكون مصحوباً برفع العقوبات عن إيران، ما سيمكن الأخيرة من تدعيم سياساتها في المنطقة وفق اعتقادهم.
وكانت إيران والولايات المتحدة قد استأنفتا محادثات غير مباشرة في فيينا يوم الثلاثاء الماضي بعد توقف عشرة أيام، لكن المبعوثين لم يكشفوا عن تفاصيل تذكر بشأن مدى قربهم من تسوية عدة قضايا شائكة، يأتي ذلك وسط معلومات أفادت بوجود ضغوط أمريكية على إيران، وذلك عبر التلويح باستحالة العودة للاتفاق ما لم يتم التوصل لاتفاق نهائي لهذا الملف في غضون أسابيع.