الدوحة – (رياليست عربي): أكثر من ملف سياسي إقليمي ودولي وعلاقات اقتصادية ومناحي استثمارية، كلها حاضرة في أول زيارة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة القطرية الدوحة، منذ توليه المنصب الرئاسي في يونيو 2014، بدعوة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ولكن يحضر ملف جماعة “الإخوان المسلمين” التي دعمت من قطر طوال سنوات ماضية، وكان ذلك سبباً رئيسياً لمقاطعة رباعية عربية لقطر من جانب مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
الملف الخلافي في عز الأزمة الاقتصادية العالمية وبحث تكاتف بين الدول في وقت يتوقع فيه أن تكون الأربع أشهر القادمة منذ أكتوبر العام الجاري حتى مارس 2023 ، ستكون فترة اقتصادية هي الأصعب على العالم منذ الكساد العظيم منذ 1929 حتى 1939، وبالتالي فهناك عمل على تعاون وتكاتف اقتصادي بين الدول لمرور تلك الفترة العصيبة الناتجة عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ولكن على الرغم من أن لغة الأرقام والمصالح الاقتصادية مسيطرة بقوة ولكن ملف “الإخوان” التي ما زالت تدعمها “الدوحة” حاضرا ورئيسيا.
ومنذ ثورة 30 يونيو في مصر عام 2013 وما جاء ورائها من عزل الرئيس المصري الإخواني محمد مرسي من السلطة، يوجد فتور وشبه عداء بين القاهرة والدوحة وتحول الأمر إلى مقاطعة عربية من جانب القاهرة وأبو ظبي والرياض والمنامة استمرت 3 سنوات ، لتأتي زيارة السيسي التي تأتي ردا على زيارة “تميم” إلى القاهرة منذ أشهر قليلة ، في خطوة تهدف لتكريس المصالحة بين البلدين بعد قطيعة استمرت ثلاث سنوات.
وقطعت مصر علاقاتها مع قطر في ذلك العام الى جانب كل من السعودية والإمارات والبحرين بعد أن وجهت القاهرة اتهامات للدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي اطاحة الجيش المصري من السلطة في العام 2013.
وفي هذا السياق، تزعج الزيارة جماعة “الإخوان” وقيادتها الممثلين في التنظيم الدولي، لتنطلق منصات إعلامية وزاويا على مواقع التواصل الاجتماعي، تحاول وضع شبهات تحوم حول الزيارة، سواء باستهداف الداخل المصري حول أن هناك تبعات سياسية واقتصادية سلبية تتعلق بذهاب “السيسي” إلى “الدوحة”، ومن ناحية أخرى، تصدير أوضاع يقوم بها الإعلام المصري خلال السنوات الماضية، تظهر على أنها مواقف مسيئة لأمير قطر أو العائلة المالكة هناك.