باريس – (رياليست عربي): يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إقناع قادة الاتحاد الأوروبي بزيادة الإنفاق الدفاعي حتى يكون الاتحاد الأوروبي مستقلاً عسكرياً من الناحية الاستراتيجية عن حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ودعا ماكرون إلى اتخاذ مثل هذه القرارات على خلفية عدم استقرار السياسة الخارجية الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، إن أوروبا تخشى من وضع لن تتمكن فيه من صد المعتدي، رغم مبادئ الأمن الجماعي المتعارف عليها.
بالنسبة لموقف الرئيس الفرنسي، عندما حذر ماكرون، في أبريل، أعضاء الاتحاد الأوروبي في الناتو من التورط في الصراع بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان، مشيراً إلى أن “التحالف بين أوروبا والولايات المتحدة لا يلزم الاتحاد الأوروبي بأن يكون تابعًا لواشنطن، واتهمت دول وسط وشرق أوروبا فرنسا في محاولة لتولي زمام المبادرة.
بالتالي، إن كلمات ماكرون بأن أوروبا يجب أن تسترشد بمصالحها الخاصة قوبلت بفتور حيث لا تزال الولايات المتحدة تعتبر الضامن الرئيسي لأمنها ودول الاتحاد الأوروبي، على وجه الخصوص، واحدة من هؤلاء هي بولندا، وهي مستعدة حتى للتنازل عن جزء من سيادتها لصالح الولايات المتحدة.
وذكرت سيليا بيلين، الزميل الأول في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “يعتقد الفرنسيون أن القدرة على الدفاع عن فرنسا ودول أخرى تعني وجود فرص تنافسية ودرجة معينة من الحكم الذاتي”.
وقال بيان لرئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إلى أن الاتحاد الأوروبي، على العكس من ذلك، أصبح أكثر دعماً لفكرة الرئيس الفرنسي “الاستقلال الاستراتيجي” من الولايات المتحدة، وأضاف ميشيل أنه يؤيد تطوير علاقة وثيقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ولكن دون اتباع موقف الولايات المتحدة بشكل أعمى بشأن جميع القضايا.
بالتالي، إن الاتصالات رفيعة المستوى بين فرنسا والصين تشير إلى التوترات المتزايدة بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن علاقتهما بالصين، كما أن زيارة ماكرون الرسمية إلى بكين تمت على خلفية زيارة الرئيس التايواني تساي إنغ ون إلى كاليفورنيا.