موسكو – (رياليست عربي): مع انغماس الولايات المتحدة الأمريكية في أجندة الانتخابات الرئاسية، سيتلاشى موضوع أوكرانيا في الخلفية، لأنه بالنسبة للديمقراطيين نقطة حساسة بسبب فشل المسار المختار، وسوف ينتهز الجمهوريون الفرصة لانتقاد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهذا هو الأساس لتحويل أوكرانيا إلى صيغة دفاعية استراتيجية، على خلفية خفض حجم المساعدات العسكرية الاقتصادية لكييف.
بالنسبة لبريطانيا، ستظهر لندن نفسها بشكل أكثر وضوحاً، مستفيدة من انخفاض حدة مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في الشؤون الأوكرانية، حيث ستواصل المملكة المتحدة تعزيز القوات المسلحة الأوكرانية، مع التركيز على الأنشطة التخريبية (في تقليدها المميز المتمثل في العمل بأيدي شخص آخر).
وفي محاولة لإضعاف موقف روسيا في مناطق مصالحها الإستراتيجية، من المرجح أن يُظهر الغرب ثباتاً في مساره في الشرق الأوسط، لأن الموقف المتراخي الذي يحدث الآن بشأن قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعطي فرصة إشارة إلى جمهورية الصين الشعبية والجمهورية الإسلامية في إيران، بأن “تحت الصفر لم يعد كما كان”.
بالتالي، وبالنسبة للغرب، يحتاج الغرب إلى فترة راحة استعداداً لمعركة جيوسياسية مع بكين بشأن تايوان، الأمر الذي يشكك في آفاق تطور سوق أشباه الموصلات العالمية والاقتصاد الأمريكي، أما في نطاق الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة، يعد هذا أكثر أهمية من دعم نظام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وهذا يعني أن العام المقبل، سيكون مسار تصحيح المخططات، خاصة الفاشلة منها، أو الانتقال إلى نقاط اشتعال جديدة، تكون في قلب المصالح الروسية والصينية وبكل تأكيد الإيرانية، لخلط الأوراق مجدداً.