طرابلس – (رياليست عربي): تطورت الأوضاع في ليبيا بطريقة مقلقة على خلفية الاحتجاجات الشعبية العارمة التي طالت ربوع البلاد، نتيجة تردي الأوضاع المعيشية.
وفي هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، في تصريحات صحفية، أن المظاهرات التي خرجت في المدن الليبية هي نتاج طبيعي لحالة الفشل السياسي والفساد المستشري في جسد الدولة بشكل كامل، موجهاً الاتهام إلى الصديق الكبير الذي أسماه بـ “راعي الفساد الأول” الذي خرجت من تحت عباءته عصابات الاعتمادات والمال الحرام.
كما عبّر المبعوث الأميركي إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، عن قلق بلاده العميق بشأن الجمود السياسي والاقتصادي والمالي الذي أدى إلى مشاهد الاضطرابات في الدولة، مشيراً إلى أنه لا يوجد كيان سياسي واحد يتمتع بالسيطرة المشروعة فى جميع أنحاء ليبيا، وأي جهد لفرض حل أحادي الجانب سيؤدي إلى دوامة عنف.
ومع غياب وجود جسم أو كيان سياسي يقود الدولة في ظل الصراعات بين الفرقاء، دخل الجيش الليبي على خط الأزمة، وأكد اللواء أحمد المسماري في بيان رسمي، أن القيادة العامة للقوات المسلحة تتابع الحراك الشعبي، الذي يعبر عن مطالب مشروعة، في ظل تفاقم الأزمة الليبية، وانغلاق الأفق وتدني المستوى الخدمي والمعيشي للمواطن.
وأعلن انحياز القيادة العامة وقوفها التام مع الإرادة الشعبية، وتأييدها لمطالب المواطنين، وانطلاقاً من دورها في حماية الأمن القومي للبلاد، وحرصاً منها على رعاية الشعب وحماية استقراره، الذي انتزع بعد معركة طويلة مع الإرهاب، ترى أنه من واجبها الوطني أن تخاطب الشعب مباشرة صاحب السيادة بالتالي، عدم المساس بالمرافق العامة والخاصة، التأكيد على أن القوات المسلحة لن تخذل الشعب، ولن تتركه عرضة للابتزاز والعبث، وأنها عند وعدها له بحمايته متى اختار خارطة للخلاص والعبور نحو مستقبل يسوده الاستقرار والسلام والرخاء.
ودعت القيادة العامة الشعب الليبي، إلى تنظيم تظاهره المشروع، إلى حراك مدني سلمي منظم، لوضع خارطة لطريق الخلاص من الواقع المرير، والعبث القائم، والتوجه نحو بناء الدولة المدنية، بإرادته الحرة دون نيابة أو وصاية من أحد.
وشدد على أن الجيش الليبي سيتخذ الإجراءات الواجبة لصيانة استقلال القرار الليبي، إذا ما حاول أي طرف الانفراد به تماشياً مع أي إرادة خارجية تسعى لفرض مشاريعها وقرارها على الليبيين.
ويري مراقبون أنه في ظل حالة التناحر السياسي بين الأطراف الليبية، وعدم التوافق على تفاهمات تنهي الأزمة والإصرار على تقسيم الدولة لصالح قوى سياسية، يبقى أن السيناريو المصري المتمثل في تدخل المؤسسة العسكرية للسيطرة على الأوضاع مثلما حدث إبان ثورة 30 يونيو في القاهرة، خشية انزلاق ليبيا إلى حرب أهلية طاحنة تستمر لعقود مقبلة تغرق الشعب في شلالات دم.
خاص وكالة رياليست.