واشنطن (رياليست – عربي): أكد مسؤولون وخبراء أمريكيون أن الجيش الأمريكي يشارف على استنفاد مخزوناته من الأسلحة المتطورة التي زود أوكرانيا بها، ولاسيما على صعيد الذخائر.
والولايات المتحدة هي المزود الأول وبفارق كبير لأوكرانيا بالأسلحة منذ بداية العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير، حيث بلغت القيمة الإجمالية للمساعدة العسكرية الأمريكية لكييف أكثر من 16.8 مليار دولار.
وأوضح المسؤولون أن المخزون الأمريكي لبعض التجهيزات “يصل إلى الحد الأدنى الضروري للتخطيط والتدريب” بحسب ما قال مارك كانسيان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مشيرا إلى أن تجديد المخزون ليعود إلى مستوى ما قبل العملية العسكرية الروسية قد يستغرق “عدة سنوات”.
وأشار الكولونيل السابق في مشاة البحرية (مارينز) الذي كان مسؤولا عن مشتريات الأسلحة في البنتاغون بين 2008 و2015 في مذكرة أصدرها مؤخرا، إلى تجهيزات أقدم متوافرة، مضيفا أنها “ستمثل حصة متزايدة في عمليات إرسال” الإمدادات في المستقبل.
وقال عسكري أمريكي طلب عدم كشف اسمه “إننا بصدد استخلاص العبر” على صعيد حاجات الجيش الأمريكي إلى الذخائر في حال اندلاع نزاع بين قوى كبرى، مشيرا إلى أن هذه الحاجات “أكبر بكثير” مما كان متوقعا.
وبعدما أرغم قطاع الصناعات الدفاعية الأمريكي على الحد من انتاجه بشكل كبير في التسعينات حين أرادت الولايات المتحدة جني ثمار السلام بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، قام بتركيز جهوده وتكثيفها لامتصاص الصدمة.
وانخفض عدد المجموعات الدفاعية ومجموعات تصنيع الطائرات خلال بضع سنوات من 51 مجموعة إلى 5 مجموعات.
ويتحتم اليوم على الحكومة الأمريكية أن تقنع القطاع الصناعي بإعادة فتح سلاسل تركيب ومعاودة تشغيل قطاعات إنتاج تم التخلي عنها، مثل سلاسل إنتاج صواريخ “ستينغر” المضادة للطائرات التي توقف إنتاجها عام 2020.
هذا، وأوضح كانسيان أن المخزون الأمريكي من الصواريخ الموجهة المستخدمة في نظام هيمارس والتي يزيد مداها عن 80 كلم، محدود.
وقال الخبير “إن كانت الولايات المتحدة سلمت أوكرانيا ثلث مخزونها من هذه الصواريخ مثلما فعلت بالنسبة لصواريخ جافلين وستينغر، فهذا يعني أن أوكرانيا تلقت ما بين ثمانية وعشرة آلاف منها، وهو عدد يكفي “لبضعة أشهر”.
وذكرت أن شركة لوكهيد مارتن لا تنتج حاليا سوى 5 آلاف من هذه الصواريخ الفائقة الدقة في السنة، وحتى لو أن الحكومة الأمريكية رصدت أموالا لتسريع الإنتاج، فسيستغرق الأمر عدة سنوات حتى تتمكن الولايات المتحدة من إعادة تشكيل مخزونها.