الرياض – (رياليست عربي): اجتمعت دول آسيان والخليج للمرة الأولى على مستوى الزعماء الوطنيين، وفي أعقاب القمة التاريخية في الرياض، حددت الأطراف التوجهات الرئيسية للسنوات الخمس المقبلة، وأعلنت عن الاجتماع المقبل.
ويعتقد مجتمع الخبراء أن بإمكانهم أيضًا مناقشة الدعم الاقتصادي لقطاع غزة في سياق التصعيد الحالي للصراع بين إسرائيل وحماس، ومع ذلك، هذه ليست القضية الأساسية للمشاركين في الاجتماع – فالمهمة الرئيسية هي تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية.
استضافت المملكة العربية السعودية قمة تاريخية لدول آسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا) ودول مجلس التعاون الخليجي، ويعقد الاجتماع لأول مرة على مستوى زعماء الدول، وتضم الآسيان إندونيسيا وتايلاند وماليزيا وفيتنام وسنغافورة وكمبوديا وبروناي ولاوس والفلبين وميانمار، في دول مجلس التعاون الخليجي – المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وعمان والكويت.
وتهدف القمة، كما أشارت وسائل إعلام سعودية، إلى رفع مستوى التنسيق بشأن المصالح المشتركة للدول، فضلاً عن تكثيف الشراكات الاستراتيجية الإقليمية والعالمية.
وتتحدد أهمية القمة أيضاً في أن الاجتماع يسمح للدول الأعضاء بالمشاركة في المفاوضات الثنائية أو حتى المتعددة الأطراف على مستوى الشراكة، كما يهتم كبار المسؤولين في الدول المشاركة بهذا الأمر.
ويظهر التعاون الفعال من خلال الأرقام. على سبيل المثال، بلغ حجم التجارة بين دول آسيان ودول مجلس التعاون الخليجي 93.9 مليار دولار في عام 2019.
بالتالي، إن أساس التعاون بين المنظمتين هو إمدادات الطاقة إلى الآسيان من دول الخليج، والعلاقات الثقافية والسياحة، وكان من المفترض أن تظل المواضيع الرئيسية للقمة. ومع ذلك، فقد تضمن جدول الأعمال أيضاً أشياء أخرى: الاستثمارات، ورقمنة الاقتصادات، والبرامج البيئية، بما في ذلك الاقتصاد الأخضر، وتطوير البنية التحتية، وإنتاج الغذاء الحلال للسكان المسلمين.
كما تم الاتفاق على مجالات التعاون للفترة 2024-2028، خاصة الطاقة والزراعة والسياحة، واتفقت المنطقتان أيضاً على زيادة تدفقات التجارة والاستثمار، وشددتا على أهمية تعزيز العلاقات مع التركيز على الأمن والاستقرار.
كما من الممكن أيضاً مناقشة المساعدة المحتملة لقطاع غزة على خلفية الصراع الحالي في الشرق الأوسط على هامش القمة، على الرغم من أن إسرائيل وعدد من الدول العربية قد حددت مساراً لاستعادة العلاقات، إلا أن تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزة أدت إلى إبطاء هذه العملية.
وأعلن الطرفان عن انعقاد المؤتمر الاقتصادي والاستثماري الأول. وسيقام في المملكة العربية السعودية في النصف الأول من عام 2024، وقرر زعماء الدول المشاركة عقد مؤتمرات قمة بين الآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي كل عامين، ومن المقرر عقد المؤتمر التالي في ماليزيا في عام 2025.
بالتالي، إن دوافع دول الخليج، مثل المملكة العربية السعودية، مستضيفة القمة، تحظى باهتمام أكبر، فقد حددت الرياض مساراً لزيادة دورها في المنطقة باعتبارها أكبر مورد للنفط، وفي سياق الأزمة التي تختمر في الشرق الأوسط، تستغل هذه اللحظة، على الرغم من أن الاعتماد على واشنطن سيظل قائماً، لكن لا يمكن وصف مثل هذه الكتلة الناشئة، على سبيل المثال، بأنها معادية لأمريكا، ولكن هناك بالتأكيد مشاعر معينة معادية لأمريكا في المنطقة.