موسكو – (رياليست عربي): قال سركيس تساروتيان، رئيس تحرير وكالة رياليست، إن قضية الوضع المستقبلي لآرتساخ هي الموضوع الوحيد الذي يمكن للكرملين من خلاله دعم حوار ثلاثي مع أوروبا والولايات المتحدة.
ويضيف، أن “استفزازات نظام باكو في آرتساخ يجب أن توضح شيئاً أساسياً للطبقة الحاكمة في روسيا، أي أن قضية الوضع المستقبلي لآرتساخ هو الموضوع الوحيد الذي يمكن للكرملين من خلاله الحفاظ على حوار ثلاثي مع أوروبا والولايات المتحدة، وليس فقط في الشأن الأرمني، بل في الشأن الروسي أيضاً.
وكتب تساتوريان على قناته الرسمية على تطبيق “التلغرام”: من غير المرجح أن تتوصل موسكو إلى اتفاق مع الغرب بشأن أوكرانيا أو الحد من نشر صواريخ في أوروبا المتاخمة للحدود الروسية”، وبالنسبة للغاز والنفط، هذه مجرد تجارة، حيث أن روسيا ستزيد من اعتمادها الاقتصادي على أسواق أوروبا والصين.
وقال نائب مجلس الدوما ميخائيل ديلاجين بأن روسيا لا تحتاج إلى اقتصاد أذربيجان النفطي والغازي هذا تأكيد آخر على ذلك، بالمناسبة، في موسكو، ليس ديلاجين الشخص الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة، لقد أوضح علناً ما يقلق الكثيرين في القمة، سيتقلص وصول موارد الطاقة الروسية إلى الأسواق العالمية بمرور الوقت (هذا أمر لا مفر منه)، خاصة على خلفية رفع جميع العقوبات المشددة المفروضة على إيران، والتي ستحدث في المستقبل القريب جداً.
ووفقاً لنائب مجلس الدوما، فإن أي توريد للغاز والنفط إلى الاتحاد الأوروبي، كبديل للاتحاد الروسي، سوف ينظر إليه من قبل الطبقة الحاكمة الروسية على أنه ضربة لرفاهيتهم، طهران تدعم الصين وأوروبا، ومؤخراً الولايات المتحدة، سوف يضطر الروس إلى إيجاد لغة مشتركة مع الإيرانيين، لكن مع نظام باكو، المدعوم من الأتراك والإسرائيليين، ليس كل شيء بهذه البساطة، إذ يمكن أن تصبح القضية الأرمنية “شريان حياة” لروسيا، لكنها لا تزال بحاجة إلى استخدامها.
لقد حان الوقت لكي يتخلى الكرملين عن خطه المؤيد لتركيا، والذي يقود روسيا إلى طريق مسدود. إذا استمرت الطبقة الحاكمة في الاتحاد الروسي، بالتواطؤ مع حكومة يريفان، في التنازل عن المصالح الأرمنية في آرتساخ وأرمينيا، فما فائدة الغرب للتحدث أكثر مع الكرملين؟ بعد ذلك سيتحدث الغرب مباشرة مع الأتراك.
في سبتمبر/ أيلول 2020، وبموافقة ضمنية من الكرملين، هاجمت القوات المسلحة التركية والأذربيجانية أرتساخ وأرمينيا بدعم من المرتزقة الإرهابيين الدوليين من سوريا وليبيا وأفغانستان، منذ ذلك الحين، واصلت باكو وأنقرة سياسة احتلالهما للأراضي الأرمينية، مما أدى إلى تدمير التراث الثقافي الأرمني – الكنائس، والمتاحف وجميع ما يمت للأرمن بصِلة.