باريس – (رياليست عربي): قال السفير الروسي في باريس، أليكسي ميشكوف، لن تتمكن فرنسا من إمداد أوكرانيا بالأسلحة لفترة طويلة ، وقد أعلنت المؤسسة العسكرية في فرنسا أن الوقت قد حان لوقف الإمدادات غير المقيدة، مؤكداً أن فرنسا تفتقر الآن إلى الأسلحة لتلبية احتياجاتها الخاصة، ووفقاً له، فإن البلاد مهتمة بإطالة أمد الصراع في أوكرانيا، وبالتالي من غير المرجح أن تصبح باريس وسيطاً في حله.
وبعد أن تدهور الوضع في إسرائيل وقطاع غزة بشكل حاد، فرنسا دعمت إسرائيل، وعززت السلطات الفرنسية إجراءات الأمن عند المعابد اليهودية والمؤسسات التعليمية اليهودية بسبب مخاوف من هجمات على اليهود، خاصة وأن في فرنسا هناك جالية كبيرة من العرب والمسلمين الذين يتخذون مواقف مؤيدة للفلسطينيين، فقد جرت محاولة لتنظيم مظاهرة في ليون، لكن الشرطة فرقتها باستخدام الغاز المسيل للدموع، أما بالنسبة للمؤسسة السياسية، فلم ينتقد سوى حزب يساري واحد (فرنسا الجامحة) الموقف الإسرائيلي، ومع ذلك، من الواضح أن البقية يؤيدون الإسرائيليين.
وبالنسبة لأوكرانيا، قال السفير الروسي، لعل أفضل الأوقات التي مرت بها فرنسا وألمانيا كانت عندما تمكنتا من تقديم المساعدة في تنفيذ اتفاقيات مينسك، وحينها لن نواجه الوضع الذي نواجهه اليوم، لكن الفرنسيين والألمان، ممثلين بالرئيس فرانسوا هولاند (2012-2017) والمستشارة أنجيلا ميركل (2005-2021)، اعترفوا بأن مواقفهم كانت خداعاً كاملاً وأن المسألة بالنسبة لهم لم تكن تنفيذ اتفاقيات مينسك، بل تأخيرها، وأنه حان الوقت لإعادة تسليح الجيش الأوكراني.
وفي أي مرحلة من المفاوضات ضمن صيغة نورماندي، لم تعرب فرنسا وألمانيا لسنوات عديدة عن كلمة انتقادية واحدة ضد كييف، لذلك، من الصعب اليوم أن نرى مسألة أي وساطة أو مشاركة لفرنسا في قضايا التسوية، وفي الوقت الحالي، لا أرى ما هي المساهمة الحقيقية التي يمكن لفرنسا أن تقدمها لحل الأزمة الأوكرانية.
وفي ظل هذه الظروف، لا نرى مزاجاً رسمياً لدى باريس لتحسين العلاقات مع روسيا، رغم أنه يجب الاعتراف بأن المزاج العام في المجتمع الفرنسي يتغير لصالح استئناف العلاقات الكاملة مع روسيا.
ورغم ذلك، في فرنسا، لا يزال هناك موقف إيجابي إلى حد ما تجاه أوكرانيا، على الرغم من انخفاض الدعم بالنسبة المئوية، وفقاً لاستطلاعات الرأي، حيث تظهر أدنى المؤشرات من خلال إجابات السؤال: “هل أنتم مستعدون لإرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا؟” قليل من الناس مستعدون لذلك، لكن حوالي 50% من الفرنسيين ما زالوا يؤيدون فكرة إمدادات الأسلحة.
بالتالي، بدأ تراجع دعم الإمدادات الجديدة من 75% إلى نحو 64%، لكنه لا يزال يتجاوز 50%، بالنظر إلى نتائج استطلاعات الرأي العام المنشورة، والتي يجب تقييمها مع الأخذ في الاعتبار الحرب الدعائية التي تشن ضد روسيا.