باريس – (رياليست عربي): في بداية العام الجديد شهدت فرنسا تحولًا سياسيًا حيث قدمت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن استقالتها، وفي اليوم التالي، عين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غابرييل أتال، البالغ من العمر 34 عاماً، رئيساً جديداً للوزراء.
الاستقالة الغير طوعية لبورن أشارت إلى رغبة الرئيس في إعادة هيكلة حكومته بهدف تحفيز الولاية الرئاسية الثانية، خاصةً في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها.
يأتي هذا القرار في ظل تحديات متزايدة تواجه الرئيس ماكرون، حيث يتعين عليه قيادة البلاد خلال انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في يونيو والدورة الأولمبية في باريس في يوليو وأغسطس، بورن كانت موالية لماكرون وقد واجهت صعوبات في تحقيق أهداف حكومته بعد خسارة ائتلافه الوسطي الأغلبية في الانتخابات البرلمانية.
بالإضافة إلى ذلك، إن الحكومة نجحت في تنفيذ إصلاحات مهمة، بما في ذلك رفع سن التقاعد، ولكنها واجهت احتجاجات شعبية، وفي ديسمبر الماضي 2023، نجحت حكومة بورن في تشديد قوانين الهجرة، مما دفع بزعماء المعارضة إلى الإشارة إلى ضعف الحكومة وقلة الدعم.
ورغم توقعات بأن يختار ماكرون شخصية ذات تأثير كرئيس للوزراء، اختار أتال الذي أصبح أصغر رئيس وزراء في تاريخ فرنسا، يُعتبر أتال من خبراء الحزب المُشارك لماكرون، ورغم عدم خبرته الواسعة، إلا أنه حظي بتأييد الرئيس واكتسب شعبية واسعة بفضل مهاراته السياسية والتواصل الفعّال مع الجمهور.
بشكل عام، يُعتبر هذا التغيير في الحكومة الفرنسية خطوة استباقية لتعزيز الولاية الثانية لماكرون، والتي يجد فيها نفسه مضطرًا للتعامل مع تحديات داخلية وخارجية متزايدة.
وفي ختام هذا الفصل الجديد في السياسة الفرنسية، يبرز تعيين رئيس الوزراء الجديد غابرييل أتال بوصفه شخصية مثلية الجنس، كرمز للتغيير والتنوع في البلاد. يثير قرار ماكرون هذا الجدل السياسي، ولكن يبقى السؤال المحوري حول إمكانية تحقيق أتال لتحولات فعّالة في الساحة السياسية، سيكون تأثيره وتجربته السياسية محط اهتمام الجمهور، والتي قد تمثل نقطة تحول مهمة في مستقبل فرنسا السياسي والاجتماعي.