واشنطن – (رياليست عربي): وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، التي من المحتمل أن تتولى منصب رئيس الوزراء في غضون أسبوع، تثير غضب المسؤولين الأمريكيين بسبب صراحتها وتطرف مواقفها، حسبما ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز، نقلاً عن مصادر في دوائر الحكومة الأمريكية.
وتشير الصحيفة، إلى أن التوترات الدبلوماسية بين لندن وواشنطن بدأت فور تعيين تروس وزيرة للخارجية في سبتمبر 2021، في نفس الشهر، التقت بنظيرها الأمريكي أنتوني بلينكن وتساءلت على الفور عن حكمة “العلاقة الخاصة”، وهو مفهوم ابتكره ونستون تشرشل في الأربعينيات.
حيث أعلنت تروس عن عدد صغير من الأمثلة الحقيقية التي تؤكد خصوصية هذه العلاقة، واستشهدت بكندا واليابان والمكسيك كشركاء تجاريين أكثر جاذبية لبريطانيا، مشيرة إلى نزاع تعريفة الصلب مع الإدارة الأمريكية، في هذا السياق، يعتقد المسؤولون والمحللون الأمريكيون أن المحادثة تعكس أسلوب تروس – الصريح، العدواني، والمتميز بـ “التفكير الأبيض والأسود”، وفي هذا الصدد، تخشى مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية من أن تواصل تروس السعي لإيجاد حل أمامي للقضايا في منصب رئيس الحكومة.
وعلى الرغم من التضامن الخارجي لموقف الولايات المتحدة وبريطانيا الداعم لأوكرانيا، إلا أن بعض تصريحات تروس حول هذه القضية تسببت في استياء واشنطن، على سبيل المثال، خطاب تروس في أبريل، عندما دعت التحالف للعمل معاً على خطة مارشال لأوكرانيا، وبحسب المصدر، فإن هذه الكلمات جعلت مسؤولي إدارة جو بايدن “يثيرون دهشتهم”، بالنظر إلى أن حجم المساعدات التي قدمتها بريطانيا إلى كييف أقل من نظيرتها الأمريكية.
وقالت تروس أيضاً في يوليو إن الكرملين يجب أن يعاني “هزيمة استراتيجية” في أوكرانيا، في غضون ذلك، رفضت الولايات المتحدة مؤخراً الحديث عن الهزيمة الكاملة لروسيا، وقال المصدر إن تروس نفسها كانت محبطة في بعض الأحيان بسبب إحجام واشنطن عن اتخاذ موقف أكثر تشدداً تجاه موسكو.
في روسيا، تمت ملاحظة الطبيعة المعادية للروس لتصريحات تروس، وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في يوليو إلى أن تصريحات تروس السابقة للانتخابات حول نيتها “ضمان هزيمة روسيا” في أوكرانيا “تتحدث عن عدوانيتها الشديدة وطموحاتها المؤلمة”، وبحسب زاخاروفا، فإن الوضع في بريطانيا نفسها في المجال الاجتماعي والاقتصادي آخذ في التدهور، لذلك يلجأ السياسيون إلى الخطاب المعادي لروسيا “للابتعاد عن شرح أخطاء ناخبيهم ولماذا اتخذوا قرارات أضرت بحياة البريطانيين.
وقالت رئيسة صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة الأمريكية، هيذر كونلي، للصحيفة إن تروس أقل قلقاً من الدبلوماسيين الأمريكيين بشأن إمكانية “إثارة تصعيد محتمل”، وعلى عكسهم، يفضل التصرف دون “تحوط من المخاطرة”.