تايبيه (رياليست – عربي): قال المكتب الرئاسي في تايوان، الأحد، إن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي لن تتخلى عن سيادتها أو تتنازل عن الحرية والديمقراطية، وإن شعبها يعارض بوضوح فكرة بكين عن إدارتها وفقا لمبدأ “بلد واحد ونظامين”.
وأكدت الرئاسة التايوانية أن الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجانبين، وأن اللقاء في ساحة المعركة ليس خيارا مطروحا.
يأتي ذلك بعد وقت قصير من تصريح الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في خطاب ألقاه في افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم في بكين، عندما قال إن “حل قضية تايوان يعود إلى الشعب الصيني وإن بكين لن تتخلى أبدا عن حق استخدام القوة مع الجزيرة”.
وأردف الرئيس الصيني في افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الذي يعقد مرة كل خمس سنوات في بكين، أن الصين ستسرع في بناء جيش على مستوى عالمي وتعزز قدرتها على بناء قدرة ردع استراتيجية، متابعا” يجب أن تلتزم الصين بقيادة الحزب المطلقة للجيش”.
وافتتح شي، الأحد، المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الحاكم والذي يستمر أسبوعا، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز خلاله بفترة رئاسة ثالثة، ويعزز مكانته كأقوى حاكم للبلاد منذ “ماو تسي تونغ”.
وبخصوص تايوان، قال شي “لقد خضنا بحزم نضالا قويا ضد النزعة الانفصالية والتدخل وأظهرنا عزمنا القوي وقدرتنا على حماية سيادة الدولة ووحدة أراضيها ومعارضة استقلال تايوان”.
هل ستنشب حرب بين الصين وتايوان؟
استمرت العلاقات في التحسن تارة والتوتر تارة أخرى طبقا لتوجهات الحزب الذي يحكم تايوان، ولكنها في المجمل كانت علاقات يمكن وصفها بالجيدة، وازداد حجم التبادل التجاري بصورة ملحوظة، وسمح للسياح من البر الرئيسي بالذهاب إلى تايوان للسياحة، وجاء التايوانيون للبر الرئيس للعمل والاستثمار. إلى أن وصلت الرئيسة تساي ينغ وين، زعيمة الحزب الديمقراطي التقدمي إلى الحكم، والتي صعدت من حدة التوتر بدعوتها لانفصال تايوان تماما عن الصين.
مما أثار دهشة الجميع وأولهم حكومة البر الرئيسي التي كانت ما تزال تتحلى بالصبر الشديد في التعامل مع قضية تايوان. ارتفعت حدة الاستفزاز بعدما مدت الولايات المتحدة الأميركية تايوان بشحنات متتالية من الأسلحة المتطورة غير آبهة لكل التهديدات الديبلوماسية التي أطلقتها بكين. وأخيرا أتت زيارة نانسي بيلوسي التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
الحل العسكري مطروح لكنه ليس الخيار الأول لدى الصين بحسب الخبراء. أولا لأن الولايات المتحدة لديها ست قواعد عسكرية في المنطقة، وسيكون رد الولايات المتحدة فورياً وعنيفاً.
كما أن الصين تعتبر تايوان جزءا من أراضيها والتايوانيين مواطنيها، فليس من المعقول أن تقذف أبناءها، بالإضافة إلى عدم وجود مبرر دولي لدى الصين للقيام بمثل هذا الفعل المتهور، فتقريبا جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدعم تفاهم “صين واحدة ونظامان”.
ومن المتوقع أن تجبر الصين تايوان على التراجع عن أفكار الانفصال بطرق عدة، منها على سبيل المثال الورقة الاقتصادية، إذ إن تايوان تعتمد بصورة كبيرة على الوطن الأم اقتصاديا، ولدى تايوان مصانع ضخمة في البر الرئيسي، على رأسها شركة فوكسكون، المصنع الرئيسي لمنتجات “أبل” الأميركية. وأيضا، قد تستخدم الصين الورقة العسكرية، وستجعل من العروض والتدريبات العسكرية أمراً دورياً، مما سيضع التايوانيين دائماً تحت ضغط وسيعرقل حركة الملاحة والطيران، ومن ثم يؤثر على الإمدادات التي تعتمد عليها الجزيرة.