القاهرة – (رياليست عربي): فنزويلا دولة تقع على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية ،سقطت فنزويلا تحت الاحتلال الإسباني رغم مقاومة الشعوب الأصلية ولكنها أصبحت واحدة من أولى المستعمرات الأمريكية الإسبانية التي اعلنت عن الاستقلال 1921 والآن تعاني من الحصار الأمريكي.
يقول السفير الفنزويلي ويلمر بارينتوس:” أنا كنت رجل عسكري في بلدي ووصلت لأعلى درجة في الجيش وكنت رئيس التخطيط الاستراتيجي في الجيش الفنزويلي، ويعتبر هذا أعلى جهاز في الجيش حيث أنه هو من يوجه إلى العمليات وكنت وزير مكتب الرئيس وبعد ذلك وزير الصناعة والتجارة وبعد ذلك أصبحت سفير كندا وبعد ذلك رجعت لبلدي وكنت في الخدمة الداخلية ولدي الآن فرصة لأكون بأرض مصر الغنية بالأمن والسلام وهذا ما يجعلني سعيد جدا لأن مصر ثقافيا وفكريا تهمني جدا ، وبالإضافة أنها تعطيني فرصة لن تتكرر لكي أتعرف على كل محيط الشرق الاوسط نظرا لموقعها الجغرافي فمصر أم الدنيا وهذه فرصة كبيرة لي كشخص يعمل بمجال السياسية بالإضافة إلى استراتيجية المنطقة وأهميتها ولدي انطباعات عظيمة عن مصر وشعبها فهو شعب نبيل وجاد في عمله، شعب يبذل يومياً جهوداً لكي يتخطى العقبات التي تقف أمامه ويسعى بقوة لكي يصل لأعلى مكانة “.
وذكر السفير الفنزويلي بالقاهرة أن علاقة مصر وفنزويلا قائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين ويتمتع كلا البلدين بمزايا وقوة تنافسية لتحقيق التآزر وتعميق المعاملات التجارية بهدف زيادة حجم التبادلات الثنائية في مختلف المجالات ذات المنفعة المتبادلة، وقد انعكست العلاقات في تطوير حركة بلدان عدم الانحياز (NAM) وفي تقوية وتوسيع التعاون بين بلدان الجنوب، وبين رئيس جمال عبدالناصر والرئيس هوغو تشافير أوجه شبه كثيرة خلدت ذاكرتهما في تاريخ الشعوب، فكلاهما قادا ثورتين ناجحتين، كما أنهما تصديا للهيمنة الأمريكية.
وفي الواقع، تهدف إدارتي الدبلوماسية وفقا للتوجيهات التي وضعها الرئيس مادورو، إلى تطوير وتوطيد مشاريع التعاون ذات الاهتمام المشترك في كل المجالات، ورفع مستوى التبادل التجاري، ومن الجدير بالذكر أن العلاقات المصرية مع فنزويلا وإنشاء سفارة فنزويلا بالقاهرة مر عليها 71 عام.
واقترح السفير ويلمر خلال اللقاء العديد من الاقتراحات لتطوير العلاقات مع مصر، وقال إن “:الجانب الفنزويلي لديه رغبة شديدة في تعزيز العلاقات بين مصر وفنزويلا وذلك بتعزيز التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، منها السياحة والزراعة والطاقة والتعليم، كما أن هناك تعاون في عدة مجالات أهمها التعاون التجاري بين البلدين في إطار استراتيجية وزارة التجارة والصناعة لتنمية الصادرات المصرية وفتح أسواق جديدة للصادرات وتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية، والتجارية مع العالم الخارجي”، كما أكد أن فنزويلا ستقوم باستيراد كمية من القطن المصري نظرا لجودة القطن المصري وتميزه عن باقي الأقطان، فضلاً عن استيراد العديد من المنتجات المصرية مثل الأدوية والحدير والصلب بالإضافة إلى تصدير المنتجات الفنزويلية، مثل القهوة، والكاكاو، والقماش.
وأردف السفير لقد حان الوقت لإنشاء مجلس أعمال مشترك مصري فنزويلي، لتذليل العقبات التي تعترض حركة التبادل التجاري، وتنفيذ الإجراءات البينية بمشاركة الغرف التجارية بكل من مصر وفنزويلا.
وأكد السفير أن موكب نقل المومياوات أبهر العالم ومن المؤكد أننا سنستفيد من تجارب مصر في مجال السياحة وسنعمل على تنشيط مجال السياحة في فنزويلا .
ورداً على سؤال هل نجحت معارضة خوان غوايدو في تحقيق أهدافها؟ قال السفير: إن معارضة خوان غوايدو بالرغم من دعم أمريكا لها بالمال الكثير إلا أنها فشلت في أن تخدع الشعب الفنزويلي، فالشعب الفنزويلي يلتف حول جيشه ورئيسه ولا يلتفت لهذه المعارضة بالرغم من ان هذه المعارضة تحاول مراراً وتكراراً ان تكسب ثقة الشعب الفنزويلي وأن تجعل الشعب تابع لها وبالرغم من الإغراءات التي تعرضها المعارضة على الشعب إلا أن الشعب أكتشف فسادها وخداعها فقد أضرت بأموال فنزويلا ونهبت اصول شركات واموال طائلة ولكنها لم تفلح في تنفيذ المؤامرة التي ارادت بها أن تنال من الشعب الفنزويلي ولكن الشعب أبى لأنه يملك وعي كامل بالتيارات التي يتم دعمها من الخارج للإطاحة به . ومع كل هذا فالرئيس مادورو عرض عليهم أن يكونوا شركاء في الحياة السياسية نظرا لأن الرئيس مبدأه التعايش بسلام ونبذ العنف ولكنهم رفضوا ومع كل التحديات والحصار لكن شعب فنزويلا هزم المؤامرة وحولها إلى خبرات مكتسبة واستطاع ان يواجه جميع التحديات ونجح في تخطى جميع العقبات واستطاع أن يبنى فنزويلا بفكر إبداعي جديد”.
وأما عن الأسباب الحقيقية للحصار الأمريكي على فنزيلا، فقد أوضح السفير الفنزويلي بالقاهرة أن الأسباب الحقيقية للحصار هو القضاء على الثورة البوليفارية وبدأ ذلك منذ بداية وصول هوغو شافيز إلى الحكم، ومن الأسباب أيضاً، أن فنزويلا تريد أن تكون دولة لها سيادة مستقلة الرأي وأن يتحكموا في ثرواتهم وهذه بعض أسباب مهاجمة أمريكا لنا.
ونحن دولة تقف ضد الاستعمار بجميع أنواعه ونقف ضد الليبرالية وضد الرأسمالية ، فنحن دولة مؤمنة بمبادئ الاشتراكية ومهمتنا أن نركز في المقام الأول على الإنسان وخصوصاً الفقراء الأكثر احتياجاً.
نحن نعاني من الدول العظمى التي لها أطماع في فنزويلا وهذا لعدة أسباب، فنحن نمتلك العديد من الموارد المتنوعة ولدينا ثروات، فعندنا أكبر احتياطي بترول ولدينا أكبر احتياطي ذهب وأول احتياطي ماس، ونحن واحدة من الدول السبع التي تمتلك الكولتان “الذهب الأصفر “ولدينا تاسع أكبر احتياطي من المياه العذبة مما ساعدنا على امتلاك 30 مليون فدان زراعي، جودتهم من الدرجة الأولى، كما نمتلك مناطق سياحية جميلة وخلابة ولذلك تهاجمنا الدول العظمى لأنها تعلم جيدا أهمية هذه المناطق السياحية لأنها ممكن أن تخلق لنا نشاط سياحي كبير، ولذلك علينا أن نتعلم من خبرات مصر في مجال السياحة لأن مصر رابع مستقبل للسياح، لكي نملك القوة في ممارسة المجال السياحي .
ويروي السفير الفنزويلي عن موقف حدث معه في مؤتمر بكندا، فقال :” كان المحاضر في المؤتمر أمريكي وقال إن فنزويلا تضرب مثال سيء ولهذا اندهشت وعندما فكرت في الأسباب التي تقف وراء هجوم هذا المحاضر الأمريكي على فنزويلا فوجدت أن حكومة هوغو قدمت الكثير والكثير من أجل بناء الإنسان بفنزويلا فقد اعتنت بتعليم المواطن الفنزويلي واهتمت بصحته ورفعت الرواتب وحسنت من المستوى المعيشي للمزارع البسيط، وبدأت فنزويلا أن تأخذ كافة قراراتها بنفسها دون الاكتراث بالقوى العظمى ولذلك رفضت تلك القوى مبدأ التعامل بالندية ولذلك قاموا بمهاجمتنا وتدمير ثورتنا البوليفارية خوفاً من انتقال فكرنا لدول أخرى .
واستكمل السفير حواره عن معاناة فنزويلا بسبب الحصار فقال :”نجد صعوبة في الحصول على المنتجات الغذائية والمستلزمات الطبية وكنا نعاني وقت جائحة كورونا من نقص اللقاحات لمواجهة الوباء بسبب الحصار الذي فرضته علينا القوى العظمى، لكن الحكومة تجتهد من أجل التغلب على هذه المعاناة واليوم فنزويلا تختلف عن عامين مضوا، فاليوم لدينا منتجات غذائية متنوعة وتوجد أيضاً منتجات الرفاهية بالأسواق ولكن نعاني من ارتفاع الدولار أمام العملة وهذا أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه بفعل الهجوم والتشويه الإعلامي ضد فنزويلا ومع كل ذلك نجد المواطن الفنزويلي متكيف مع هذا الوضع ويستطيع أن يواجه جميع التحديات وكان أكبر تحدى هو مواجهة فيروس كورونا”.
وأشار أن الدول العظمى التي تزعم أنها تريد أن تقدم يد العون للشعب الفنزويلي لا نجد منها إلا بعض الشعارات والدليل على ذلك أنها تعمدت تجويع الشعب الفنزويلي لدرجة أنهم منعوا عنه اللقاح الذي يقلل نسب الإصابة بفيروس كورونا.
وأفاد السفير أن معمل تكرير البترول لدى فنزويلا صنعته أمريكا وبريطانيا ومن هنا جاء التعجيز لنا لأن حدوث أي مشكلة في آلة أو نقص قطع غيار للمعدات في ظل الحصار أدى بنا إلى انخفاض معدل إنتاج البترول والغاز وبالرغم من كل هذا التحدي فقد فتحوا لنا مجال لإعمال العقل ومزيد من التفكير الإبداعي فقد توجه مهندسو فنزويلا لخلق حلول وقاموا بالفعل بتصنيع بعض قطع الغيار الناقصة وبهذه الطريقة عاد إنتاجنا للبترول مرة أخرى وهذه الأزمة جعلتنا نتوجه إلى باقي مواردنا وعدم الاعتماد على البترول فقط، فقد توجهنا إلى مجال الزراعة وصارت الصناعة همنا الأكبر بهدف تصنيع الموارد الخام لتنوع الإنتاج، كما توجهنا أيضا للصناعة لكي يكون لدينا منتجات متنوعة .
واستكمل السفير ، نحن شعب يعاني من الحصار منذ 10 سنوات وشعب فنزويلا استطاع أن يتعلم من هذا الحصار ويواجه كافة التحديات ويتخطى العقبات وتعلم من تجربة الحصار الكثير وعرف الشعب الفنزويلي من هم أعداءه ،فبالرغم من انقطاع الخدمات المتكرر وأهمها الكهرباء ولكنه تحمل ذلك وكان على وعي تام بالمؤامرة التي تواجه بلاده وأن إرادة الشعب هي التي ستنتصر بالأخير .
أما عن سياسة التجويع التي تتبعها أمريكا فقال السفير ويلمر :”لقد استطاعت أمريكا أن تطبق علينا خطة كيسنجر وهي طرق السيطرة على الشعوب بالتجويع وذلك بفعل الحصار ولكن حكومة فنزويلا تبذل قصار الجهد لحماية الفقراء والمستضعفين من أبناء الشعب و عملت الحكومة برنامج لتوزيع الطعام على الفقراء من الشعب فردا فردا كما أن مصادرنا المالية من البترول تضاعفت أكثر من 6 أضعاف، وحرصت الحكومة على مجانية الصحة وتشمل إمكانية لقاح كورونا والتحليل أيضاً مجاني والتعليم مازال مجاني ولم تتوقف الدولة عن تقديم خدماتها المجانية للشعب ولذلك نجد الشعب يقف تحت مظلة الرئيس ويثق في جميع قراراته فالمعاناة تخلق من الشعوب قوة تستطيع أن تتحدى ولا تنهزم أبداً “.

وأما عن الحصار الاعلامي الممنهج والذي يعد سلاحاً قوياً بيد أمريكا فقد أكد السفير ويلمر أن فنزويلا تواجه حرب إعلامية ممنهجة وتعتيم إعلامي متعمد، والدليل عدم تفاعل وكالات الأنباء الدولية لأي إنجازات لفنزويلا وعلى سبيل المثال اللاعب الفنزويلي الذي حصل على ميدالية ذهبية لم تذكره وسائل الاعلام لأن هذا الحدث سيعطي قيمة لبلدنا، فالإعلام الدولي ينشر عنا الأكاذيب فوكالات الأنباء الدولية تنقل لكم الحقائق المزيفة عن فنزويلا فتصدقها الشعوب التي لا تعرف عن فنزويلا إلا القليل، ولم ينقل الاعلام الدولي لكم أن دخل فنزويلا زاد وأننا نشارك في الأولمبيات ونحصل على ميداليات وأن الطعام أصبح متوفر لدى فنزويلا وأن الخدمات تحسنت واصبحت متوفرة للشعب بطريقة أفضل من كهرباء ومياه ، لم يذكر لكم الإعلام الدولي أن إنتاجنا الزراعي تحسن وأصبحنا نصدر لمصر القهوة والمواشىي، ومن جانبنا نريد أن نستورد من مصر قطن أكثر نظرا لتميزه ولأنه من أجود أنواع القطن في العالم ومع أن دخلنا 400 مليون دولار إلا أننا ننفق بحكمة وبعقل على الشعب .
ووجه السفير الفنزويلي كلمة للشعوب التي تعاني من الحروب بفعل المؤامرة الأمريكية على دول الشرق الأوسط وقال: “أحب أن أقول للشعوب التي تعاني من الحروب أن يستمروا في الدفاع عن حقوقهم وحريتهم واستقلالهم ولا يسمحوا لأي تدخل خارجي، يحافظوا على أرضهم وثرواتهم وأن يكون لهم حق تقرير مصيرهم دون الخضوع للقوى العظمى التي تريد أن تتحكم بهم وأن يحافظوا على السلام الداخلي فيما بينهم ويدافعوا عن قيمهم ومبادئهم.
وأن يكون المجتمع ككل مسؤول عن الدفاع عن أرضه، وعليهم أن يبذلوا كافة الجهود من أجل تحقيق السلام وأن يعملوا جاهدين في محاربة الإرهاب وكذلك محاربة المخدرات نظرا لأن محاربة المخدرات لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب فسلاح المخدرات يستخدمه الأعداء ضد الشباب بهدف تدمير عقولهم، كما على الشعوب أن تبذل كافة الجهود للحفاظ على هويتها ونشر ثقافتها وأرى أن مصر بدأت وكان لها السبق في ذلك، فموكب الممياوات أعطى صورة للعالم عن مدى عظمة تاريخ مصر وأبهرنا في فنزويلا أثناء مشاهدتنا له وأبهر العالم بأكمله، و على الشعوب أن تسعى للسلام الداخلي وتسعى فيما بينها.
وعن علاقة السفير بأصدقاء مصر قال: “نحن نحترم كافة الشعوب ونتبع سياسة الدولة المصرية ونرحب دائما بأصدقاء فنزويلا، أفراد و منظمات وأحزاب بشرط أن تكون توجهاتهم لدعم مستقبل وطنهم ومتوافقة مع سياسة دولتهم وأن يكونوا من داعمين السلام في بلدهم وأن يقفوا خلف قيادتهم وجيشهم، ولذلك نحن نقف مع مصر وشعبها في حربهم ضد الإرهاب”.
وأشار السفير ويلمر أن الأحداث الداخلية قد أثرت على ميزانية السفارة ولكننا مستمرون في عملنا ولن نتوقف وحريصين على دفع الرواتب دون أن نشعر الموظفين بذلك ، ونصرف بمنتهى الحكمة والعقل، فنحن نعمل على ترشيد الاستهلاك وعندما جاءت جائحة كورونا وتوقفت الأنشطة فترة طويلة فهذا ساعدنا على أن لا يظهر أن هناك خلل في الميزانية، ومازلنا نحتفل ونحرص على إقامة الاحتفالات الوطنية داخل السفارة لكنها ليست احتفالات كبيرة ولا تحتوى على موائد كما كان بالسابق، وعلينا كمسؤولين أن نعيش بتواضع ونعيش نفس معاناة الشعب ولا يجوز لنا أن نعيش هنا في رفاهية وشعبنا يعاني من قلة الموارد .
وقد اعتبر سفير فنزويلا أن لقاءه الصحفي مع صوت العرب بذرة تحمل معاني الاخوة والتضامن وقال: “سأنتهز هذا اللقاء لكي أخبر الشعب المصري برسالة مهمة وهي أن تحافظوا على استمرار جهودكم في الحفاظ على السلام، كما اتقدم بخالص الشكر للرئيس السيسي على جهوده من اجل وقف مذبحة غزة واختتم كلامه بدعاء أن يحفظ الله مصر شعباً وجيشاً ورئيساً”.
المصدر: صوت العرب – حوار: سها البغدادي.