موسكو – (رياليست عربي): إن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو خلال عملية روسية خاصة لحظة مهمة.
“من المهم أن تتم هذه الزيارة بشكل علني ورسمي قدر الإمكان، ولأول مرة في الواقع نرى الهياكل الرسمية، وصول الرئيس، ولقائه مع حرس الشرف، وكل هذا يشير بوضوح إلى الطبيعة المتغيرة للبلاغة والجانب الرمزي المتغير للقضية والنهج المتغير، وقال الخبير إن هذا لا يتحدث فقط عن الوضع العالمي المتغير، ولكن أيضاً عن توقعات معينة موجودة لدى الجانبين الروسي والسوري.
ومن الواضح أن قادة البلدين سيتوصلان إلى “اتفاقيات ملموسة يمكن تطويرها بشكل أكبر لصالح الجانبين” في إطار الاجتماع.
“وتعتبر هذه الزيارة، مؤشر مهم، لأن الاجتماعات السابقة كانت في الغالب ذات طبيعة فنية، ويبدو أنه لم يتم التوصل إلى قرارات أساسية مصيرية يمكن الإعلان عنها بصوت عالٍ وعلنياً، وعلى وجه الخصوص، تطرق كل من بوتين والأسد إلى موضوع العلاقات بين سوريا وتركيا.
هناك ظروف مواتية للخوض في الموضوع السوري – التركي، تُعرّف بأنها ظروف عالمية معينة من خلال الوضع المحيط بالزلزال في سوريا وتركيا، الذي قرّب بين البلدين، وحالة معينة داخل تركيا عشية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهذا الوضع، الذي يجب بالطبع استخدامه من أجل التحرك إلى حد ما في عملية المفاوضات السورية التركية بشأن تسوية المطالبات المتبادلة.
وهذا في السياق العام، الأوساط السورية تعتبر هذه الزيارة، مقدمة واضحة للتطبيع مع الجانب التركي، وسط رفض دمشق أي علاقات قبيل الانسحاب التركي من الأراضي السورية، كشرط رئيسي للجلوس على طاولة المفاوضات، رغم أن ما من مفاوضات يمتلكها الجانب التركي خاصة بعد زلزال 6 فبراير الذي ألحق دماراً كبيراً بالاقتصاد التركي، فضلاً عن أن الزيارة تتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات التركية التي يُنظر إلبها في الداخل التركي بعناية في ظل أزمة اللاجئين السوريين، وما سببوه من أضرار، قد تنعكس سلباً على مجريات الانتخابات شاء أم لا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي سيجبر بطريقة أو بأخرى على تقديم تنازلات، خاصة مع التقارب الإيراني – السعودي الأخير، الذي سينعكس على سوريا بدوره.
فزيارة الأسد هي بحث التفاصيل لأن الشروط معروفة للجميع، وأردوغان ليس في موقع يتيح له الرفض، لأن سيناريوهات المماطلة في غالبيتها انتهت، إن كان يرغب في ولاية رئاسية جديدة حتى مع وجود دعم الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة.
الأيام المقبلة ستبين النتائج التي ستعلن عنها أنقرة، رفضاً أو قبولاً، والمرجح أن تكون مقبولة لجميع الأطراف، لأن الإقليم دخل رسمياً في حقبة جيوسياسية جديدة.